(ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَما جَعَلَ أَزْواجَكُمُ اللاَّئِي تُظاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهاتِكُمْ وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (٤) ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً (٥) النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ إِلاَّ أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً (٦))
٤ ـ (ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ...) أي ما خلق أحدا وفي جوفه قلبان. وهذا ردّ لما زعمت العرب من أنّ اللبيب الأريب الحفيظ له قلبان. وكان أبو معمّر الفهري لبيبا حفّاظا يدّعي أنّ له قلبين يعقل ويشعر بكلّ واحد منهما أفضل من عقل محمّد (ص) وكانت قريش تسمّيه ذا القلبين إلى آخر قصّته. ويوم بدر هو الذي أفهمهم بأن له قلبا واحدا فهو تعالى ردّ عليه وعلى أمثاله وكذّبهم بالصّراحة. وهذا يفيد التزاما معنى آخر بأنّه لا ينتظم أمر الرجل الواحد ومعه قلبان ، فكيف ينتظم أمر هذا العالم الكبير وله آلهان معبودان مستقلّان؟ لا ، والله لا يمكن هذا ، تعالى الله عمّا يشركون علوّا كبيرا. مضافا إلى أن القلبين إن اتّحدا في الفعل فأحدهما