أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذلِكَ فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ (٧٠))
٦٧ ـ (لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً ...) أي قرّرنا وعيّنّا لجميع أهل الأديان شريعة ودينا ومنهجا (هُمْ ناسِكُوهُ) يذهبون إليه ويدينون به وعاملون به (فَلا يُنازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ) فلا يجوز لهم أن ينازعوك ويجادلوك في أمر الدّين حيث إنهم جاهلون به فليس لهم المنازعة معك ، إذ لا سبيل للجاهل البحث مع العالم في أمر لا يعرفه ولا يعلم به ، ولا للعالم أن ينازعه ولا سيما إذا كان عنودا وجحودا ، فإن البحث والمناظرة ينفع مع طالب الحق لا مع أهل المراء والعناد الذين أشربت قلوبهم جحد وإنكار الحق ، فلا تعتن بمجادلتهم ومنازعتهم (وَادْعُ إِلى رَبِّكَ) أي اشتغل بالأعمال التي أنت مأمور بها كالدّعوة إلى التوحيد والعبادة لله سبحانه سواء قبلوها أو لا (إِنَّكَ لَعَلى هُدىً مُسْتَقِيمٍ) اي أنت على طريق الحق الثابت الذي ليس لهم أن ينازعوك فيه ، فإن شريعتك ناسخة للشّرائع المتقدّمة وعلى جميع أهل الملل والشّرائع أن يتّبعوك ويهتدوا بهداك طوعا أو كرها رغما لأنوفهم وغصبا عنهم.
٦٨ ـ (وَإِنْ جادَلُوكَ ...) أي إذا ناقشوك بعد الآيات والحجج وظهور الحق وإلزامهم ، فإن القاعدة تقتضي أن لا تجيبهم. إلّا أن عدم الجواب لمّا كان مخالفا لتأليف قلوبهم فأجبهم بكلمة واحدة (فَقُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ) فهو يعرف حالكم ويجازيكم بأعمالكم على طبق علمه بها ، وهذا تخويف لهم منه تعالى بلسان رسوله وفيه رفق وتحبيب وتأليف.
٦٩ ـ (اللهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ ...) أي هو سبحانه يحكم يوم القيامة فيما اختلفتم به من أمر الدّين.
٧٠ ـ (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ ...) هذه الكريمة تسلية للنبيّ لأنه يعرف أن الله