فضلة لا حاجة إليه ، وأن اختلفا فيه اتّصف الشخص بالضدّين في زمان واحد ، ويكون مؤمنا وكافرا مثلا (وَما جَعَلَ أَزْواجَكُمُ اللَّائِي تُظاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهاتِكُمْ) والظّهار قول الرجل لامرأته : (أنت عليّ كظهر أمّي) وكانت العرب في الجاهليّة تطلّق نساءها هكذا ، فجاء الإسلام ونهى عنه وأوجب الكفّارة على المظاهر (وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ) جمع دعيّ على الشذوذ لأن أفعلاء يجمع عليه الفاعل كالتقيّ والشقيّ لا المفعول كالدعيّ أي المدعو ابنا مجازا ، لكنه لتشبّهه بالفعيل بمعنى الفاعل جمع على أفعلاء. وقد نزلت الكريمة في زيد بن حارثة الكلبيّ إذ كانوا يسمّونه ابن محمد ، وذلك لما أسر واشتراه النبيّ (ص) وأعتقه فجاءه أبوه حارثة ليأخذه فأبى زيد أن يفارق النبيّ فقال أبوه اشهدوا يا معشر قريش أنه ليس بابني. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : اشهدوا أنّه ابني. فكان من ذلك اليوم يدعى زيد بن محمد. والحاصل أن نفي القلبين وأمومة المظاهرة تمهيد لذلك ، أي كما لم يجعل قلبين في جوف واحد ولا الزّوجة أمّا ، لم يجعل الدعيّ ابنا لمن تبنّاه ، والغرض رفع قالة الناس عنه صلىاللهعليهوآله حين تزوّج زينب بنت جحش بعد أن طلّقها زيد بن حارثة حين قالوا : إنه تزوج امرأة ابنه (ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ) أي هذه النسبة في قولكم (إنّ الدّعيّ ابن) قول أفواهيّ ليس له حقيقة ، لأن الابن الحقيقيّ من ولّدتموه ووجد من نطفكم لا من دعي أنّه ابن فلان (وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَ) اي كل ما يقوله تعالى فهو الحق ولا بدّ من أن يتّبع (وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ) أي يرشد إلى طريق الحق.
٥ ـ (ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ ...) أي انسبوهم لآبائهم الذين ولّدوهم (هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ) فهو أعدل وأصدق عنده ، وإن لم تعرفوا آباءهم (فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ) أي فهم إخوانكم في الإسلام (وَمَوالِيكُمْ) أولياؤكم فيه فقولوا للواحد منهم : يا أخي .. يا مولاي ولا إثم عليكم (فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ) من نسبة البنوّة إلى المتبنين قبل النهي أو لسبق اللسان