الرّسل ومن مشاهير أرباب الشرائع (وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً) أي شديدا ، ولعلّ المراد كونه مؤكّدا باليمين أو مقرونا بأخذ الوفاء بالصّبر والتحمل لمشاقّ أعباء الخلافة وأثقال النبوّة.
٨ ـ (لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ ...) أي لأنه تعالى يسأل الصّادقين عن صدقهم في تبليغ الرسالة والعمل بوظائفهم المقرّرة كلّ بحسب مرتبته وشأنه ، و (لِيَسْئَلَ) متعلّق بأخذنا.
* * *
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَكانَ اللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً (٩) إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا (١٠) هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزالاً شَدِيداً (١١))
٩ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ... إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ ...) أي الأحزاب وهم قريش ، وغطفان وكنانة ، ويهود من قريظة والنّضير طائفتان من اليهود وكانوا جميعا عشرة آلاف نفر وذلك في غزوة الخندق (فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً) أي الدّبور وهي ريح تقابل الصّبا وتهبّ من ناحية المغرب. وأظنّ أنها ريح العذاب. وقيل إن المراد بما في الآية هو الصّبا (وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها) أي الملائكة ، وقيل كانوا عشرة آلاف (وَكانَ اللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً) من حفر الخندق وغيره من الاستعداد لهم.
١٠ ـ (إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ ...) أي من أعلى الوادي (وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ) من أسفلها (وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ) مالت من مقرّها خوفا ودهشا