وشخوصا (وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ) فزعا إذ عند الشّدّة تنتفخ الرّئة فترتفع مقرّها الطّبيعي إلى الحنجرة وهي منتهى الحلقوم. ويحتمل أن يكون هذا الكلام مثلا لشدّة اضطراب القلب وإن كان القلب في موضعه الطبيعيّ (وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا) يعني أيّها المسلمون ظننتم بربّكم ظنونا مختلفة ، فالمخلصون الثابتون على الإيمان كانت عقيدتهم النّصر وإنجاز الوعد بالغلبة ، والمنافقون ظنّوا باستئصالهم وغلبة الكفّار. والذين ظنّوا النصر أيضا كانوا خائفين كثيرا كما أخبر سبحانه عن حالهم.
١١ ـ (هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ ...) أي اختبروا أو امتحنوا فظهر المخلص من المنافق والثابت من المتزلزل (وَزُلْزِلُوا زِلْزالاً شَدِيداً) تزعزعوا من شدّة الدهشة والاضطراب.
* * *
(وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً (١٢) وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلاَّ فِراراً (١٣) وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطارِها ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْها وَما تَلَبَّثُوا بِها إِلاَّ يَسِيراً (١٤) وَلَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الْأَدْبارَ وَكانَ عَهْدُ اللهِ مَسْؤُلاً (١٥) قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (١٦) قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ