اللهِ إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (١٧))
١٢ ـ (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ...) أي ضعف يقين واعتقاد يقولون : (ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ) من الظفر وإعلاء الدّين (إِلَّا غُرُوراً) وعدا باطلا يظهر فيه الغشّ.
١٣ ـ (وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ ...) أي يا أهل المدينة ليس هنا موضع قيامكم (فَارْجِعُوا) إلى مدينتكم ومنازلكم ، وقد كانوا مع النبيّ خارج المدينة فخافوا (وَ) صاروا (يَقُولُونَ : إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ) أي غير حصينة (وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ) بل هي حصينة رفيعة السّمك أي السقف وليست مكشوفة لأحد بل هم يتعلّلون بذلك (إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِراراً) من القتال من شدة خوفهم.
١٤ ـ (وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطارِها ...) أي لو دخل هؤلاء الذين يريدون القتال وهم الأحزاب على الذين يقولون إن بيوتنا عورة وهم المنافقون (مِنْ أَقْطارِها) أي من جميع نواحي المدينة أو البيوت (ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ) بعد الدخول ودعوا من الأحزاب والمنافقين إلى الشّرك ، وهذا هو المراد بالفتنة على ما روي عن ابن عباس (لَآتَوْها) لأجابوهم (وَما تَلَبَّثُوا بِها إِلَّا يَسِيراً) وما احتبسوا ولا تعلّلوا عن إجابة الأحزاب وإعطائهم ما طلبوا منهم من الشّرك وقتال المسلمين إلّا زمانا يسيرا ، أي بمجرّد أن يطلبوا منهم الارتداد لارتدّوا واتّصلوا بهم حبّا بالشّرك وكرها بالإيمان والمؤمنين. ثم أنّه سبحانه يذكّر نبيّه (ص) : عهدهم معه بالثّبات في مواطن القتال بقوله :
١٥ ـ (وَلَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللهَ ...) أي بنو حارثة ومن معهم لمّا قصدوا الفرار يوم أحد فندموا على فعلهم وعاهدوا الله أن لا يفرّوا بعد ذلك أبدا