علمه محيط بعجائب العلويّات وغرائب السّفليّات وليس شيء يخفى عليه ، وكل ما كان من أمور السّماوات والأرضين هو مكتوب في كتابه المحفوظ قبل أن يوجد في عالم الإيجاد ويحدث فيه. فنحن عالمون بمجادلة كفار قريش ومنازعتهم معك فلا يتطرّق إلى قلبك من أعمالهم وأقوالهم شيء ، حيث إنّا نجازيهم وننتقم منهم (إِنَّ ذلِكَ) العلم بجميع الأشياء الثابتة في العوالم أعمّ من العلويات والسفليات وإثباتها في اللوح المحفوظ (عَلَى اللهِ يَسِيرٌ) علينا أمر سهل حيث إن علمه الذي هو من لوازم ذاته ومن مقتضياتها متعلّق بجميع المعلومات على السّواء وقدرته شاملة لجميع المقدورات على حدّ واحد.
* * *
(وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَما لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (٧١) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آياتِنا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (٧٢))
٧١ ـ (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ...) أي يخضعون للأصنام ونحوها من غير علم ضروري بجواز عبادتهم ولا استدلاليّ عقليّ ولا نقليّ بل محض جهل وتقليد بإقرارهم واعترافهم بذلك : إنّا وجدنا آباءنا على هذا وإنا على آثارهم لمقتدون ، (وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ) اي ليس للمشركين من يدفع العذاب عنهم ، ويشفع لهم وينصرهم في محنتهم.