٢٤ ـ (لِيَجْزِيَ اللهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ ...) ليثيبهم على إيمانهم وتصديقهم وإخلاصهم (وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ) لنقضهم العهد (إِنْ شاءَ) أي إذا أراد وإذا لم يتوبوا (أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ) إذا تابوا وأنابوا وندموا على ما كان منهم (إِنَّ اللهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً) لمن تاب وعمل عملا صالحا ، وهذا شأنه عزّ شأنه منذ كان فإنه متّصف بالرحمة والمغفرة.
٢٥ ـ (وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ...) وهم الأحزاب ، وعلى رأسهم أبو سفيان وأشباهه من العتاة ، ردّهم سبحانه (بِغَيْظِهِمْ) بحنقهم وكيدهم السّيء وغضبهم ، ف (لَمْ يَنالُوا خَيْراً) لم يصيبوا ظفرا ولا ذاقوا غلبة بل رجعوا خائبين خاسرين منهزمين خائفين. وقيل أريد بالخير المال والسلب الذي كانوا يأملون الحصول عليه (وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ) ردّ عنهم سبحانه كيد الكائدين ودفع عنهم الأذى أثناء قتال المنافقين. وفي المجمع عن الصادق عليهالسلام : كفى الله المؤمنين القتال بعليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، بقتله عمرا بن ودّ فكان ذلك سببا لهزيمة القوم. وقول رسول الله صلىاللهعليهوآله في ذلك اليوم مأثور مشهور حين قال : ضربة عليّ يوم الخندق توازي عمل الثقلين (وَكانَ اللهُ قَوِيًّا) على ما أراد (عَزِيزاً) غالبا على كلّ شيء.
٢٦ ـ (وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ ...) ثم إنه تعالى على سبيل تعداد نعمه على رسوله وتنبيه أصحابه لتلك النعم والامتنان عليهم بها يخبر رسوله بهذا الفتح ، أي فتح بني قريظة الذين كانوا من المتعاهدين مع الرسول صلوات الله عليه وآله فخالفوه ونقضوا عهدهم معه فنزل عليه أمين الوحي بالمباركة. ومعناها أن الله تعالى أنزل الذين عاونوا الأحزاب ، وهم اليهود من بني قريظة الذين نقضوا عهدهم مع الرّسول لينصروا المشركين من الأحزاب ، أنزلهم وأخرجهم من حصونهم (وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ) أي ألقى سبحانه الخوف من رسوله ومن المؤمنين في قلوبهم ، فظفر عليهم النبيّ بلا خيل ولا ركاب وبغير محاربة ومقاتلة فقسّمهم قسمين بحكم