سعد بن معاذ رحمة الله عليه كما أخبر سبحانه بقوله (فَرِيقاً تَقْتُلُونَ) وهم الرجال من بني قريظة (وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً) وهم النساء.
٢٧ ـ (وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيارَهُمْ ...) يعني أعطاكم بعد قتلهم والانتصار عليهم مزارعهم وحصونهم (وَأَمْوالَهُمْ) والنقود والأمتعة والمواشي (وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها) لم تذهبوا إليها ولم تأخذوها بعد ولعلها أرض خيبر أو الروم وفارس والله اعلم بما قال والأول أظهر بمناسبة المقام. قال عكرمة : إن كلّ أرض دخلت في حوزة أهل الإسلام من اليوم إلى يوم القيامة داخلة في هذه الجملة لعمومها بمقتضى تنكير الأرض (وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً) أي قادر على تسخير البلاد وفتحها جميعا.
* * *
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلاً (٢٨) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً (٢٩) يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً (٣٠) وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صالِحاً نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنا لَها رِزْقاً كَرِيماً (٣١))
٢٨ ـ (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ ...) شأن نزول المباركة أنّ النبيّ الأكرم لمّا رجع من فتح خيبر بعد ما أصاب كنز آل أبي الحقيق وأموال كثيرة