إذ صيّركن بتوفيقه لكنّ في بيوت يتلى فيها الوحي والسنّة ، أي الآيات التي يوحى بها إلى النبيّ والحكمة أي أقوال النبيّ الأكرم وهي محض الحكمة. وقيل المراد من الموصول هو القرآن الجامع بين الأمرين. وقيل معنى الشريفة : احفظن ما يتلى عليكن من القرآن لتعمّلن به ، وهذا حثّ لهنّ على حفظ القرآن والسنّة ومذاكرتهنّ بهما. أو المراد هو الأمر بمذاكرة كتاب الله الذي يقرأ عليهنّ حتى يبقى في حفظهن ولا يضيّع ويعملن به حين احتياجهنّ ، وهذا هو الظاهر منها (إِنَّ اللهَ كانَ لَطِيفاً) في تدبير خلقه (خَبِيراً) بمصالحهم.
٣٥ ـ (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ ... وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ ...) أي الدّائمين على الطّاعة (وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ) في أقوالهم وأفعالهم (وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ) على البلايا والقيام بالطّاعات (الْخاشِعِينَ) المتواضعين (وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ) بما فرض عليهم أو الأعمّ (وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ) عن الحرام (لَهُمْ مَغْفِرَةً) لذنوبهم (وَأَجْراً عَظِيماً) على طاعتهم. وعن النبيّ (ص): المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه والمؤمن من أمن جاره بوائقه (أي غوائله وشروره ، والبائقة الدّاهية) وما آمن بي من بات شبعان وجاره طاو (من الطوى بمعنى الجوع).
* * *
(وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً (٣٦) وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ فَلَمَّا