٧٢ ـ (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ ...) أي إذا قرئت عليهم واضحات الدّلالة على دعاوى رسلنا وأنبيائنا ترى في وجوه الكافرين (الْمُنْكَرَ) مصدر ميميّ بمعنى الإنكار كالمكرم بمعنى الإكرام والمراد هو أثر الإنكار وهو عبوس الوجه وتقطيبه (يَكادُونَ يَسْطُونَ) أي يبطشون ويأخذونهم بفتك وصولة وشدّة. فقل لهم : هل أعرّفكم أنا (بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ) أي من غيظكم على التّالين (النَّارُ) يحتمل أن تكون النار خبرا لمبتدإ محذوف بقرينة المقام أي هو النار ، أو هذه النار. أو تكون مبتدأ وقوله وعدها الله خبرها.
* * *
(يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (٧٣) ما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (٧٤))
٧٣ ـ (يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ...) أي سماع تدبّر وتفكّر حتى تتنبّهوا وتستيقظوا بأنّكم أشرف المخلوقات ، فكيف تخضعون وتعبدون أخسّها وأدناها وهو ما أنتم تنحتونه وتصنعونه فوا حسرتاه على ما فرّطتم في جنب الله .. ثم انه تعالى إتماما للحجّة يبين لهم المثل ويقول : إن الأصنام التي تعبدونها (لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً) أي ليسوا بقادرين على خلق ذباب وإيجاده مع صغر حجمه وجثته ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا. هذا وثانيا كفى في عجزها أنها (إِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ) أي لو سلب الذباب مما على آلهتهم التي يعبدونها من الطّيب والعسل الذي كانوا يضمخونهما به لا تستطيع تلك الآلهة استرجاعه منه ـ رغم ضعفه وحقارته وكثرتها وعظم جثتها وقيل ان الأصنام التي كانوا يعبدونها ونصبوها