٤٠ ـ (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ) ... أي ليس محمد أبا حقيقيّا للرّجال الذين لم يلدهم حتى تتحقّق حرمة المصاهرة فتحرم نساؤكم عليه إذا طلّقتموهن ، فليس بأب لزيد بمحض التبنيّ حتى تحرم عليه زوجته ، فإن الحرمة ثابتة بثبوت بنوّة التسبّبية لا الادّعائية ، فمن لا نسب له مع شخص لا حرمة لامرأته عليه (وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ) بل الرسول أبو الأمة في وجوب تعظيمها له أو نصحه لها ، وليس بينه وبين الآخرين نسب غير النسب الحقيقي ولا تربطه بزيد صلة نسب بالولادة ، وزيد من الأمّة (وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ) أي ختمت النبوّة به فحلاله حلال إلى يوم القيامة وحرامه كذلك ، وشرعه ناسخ لجميع الشرائع. وفي المناقب عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : أنا خاتم الأنبياء ، وأنت يا علي خاتم الأوصياء. وقال أمير المؤمنين عليهالسلام : ختم محمد صلىاللهعليهوآله ألف نبيّ وإني ختمت ألف وصيّ ، وإنّي كلّفت ما لم يكلّفوا (وَكانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) أي يعلم من يليق أن تختم به النبوّة ومن له الأهليّة لختم الوصاية ، وكيف ينبغي أن يكون شأنهما وهذه فضيلة له ولوصيّه صلّى الله عليهما وآلهما اختصّا بها من بين سائر المرسلين والأوصياء فهنيئا لهما.
* * *
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً (٤١) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (٤٢) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً (٤٣) تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً (٤٤))
٤١ و ٤٢ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً ...) أي على كلّ