بذلك أذيّة اللسان فإنها يتحقّق فيها البهتان. وفي الكافي عن الصّادق عليهالسلام قال : إذا كان يوم القيامة نادى مناد : أين المؤذون لأوليائي؟ فيقوم قوم ليس على وجوههم لحم. فيقال : هؤلاء الذين آذوا المؤمنين ونصبوا لهم وعاندوهم وعنّفوهم في دينهم ، ثم يؤمر بهم إلى جهنّم. وإنّما سقط لحم وجوههم لأنهم كاشفوهم وجوههم الشديدة عليهم في الدنيا من غير استحياء وعبّسوا بوجوههم حين النظر إلى المؤمنين.
* * *
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً (٥٩) لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ فِيها إِلاَّ قَلِيلاً (٦٠) مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً (٦١) سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً (٦٢))
٥٩ ـ (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ) ... (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ...) أي يرخين على وجوههن وأبدانهن بعض ملاحفهنّ ويتلفّعن بالفاضل منها حين يخرجن من بيوتهن لقضاء حوائجهنّ (ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ) أي تغطية الرأس والوجه أقرب إلى معرفتهن بأنّهن حرائر من ذوات العفاف والصّلاح فلا يتعرّض لهنّ الفسّاق من الشباب كما كان من عادة الجاهلية التّعرض للإماء (فَلا يُؤْذَيْنَ) اي لا يؤذيهنّ أهل الرّيبة بالتعرّض لهنّ كتعرّضهم للإماء.