يغالب ، المحمود على جميع فعاله وهو الله تعالى. وفي هذه الكريمة دلالة على فضيلة العلم وشرف العلماء وعظم أقدارهم كثرّهم الله تعالى.
* * *
(وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ (٧) أَفْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَمْ بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذابِ وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ (٨) أَفَلَمْ يَرَوْا إِلى ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِنَ السَّماءِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (٩))
ثم عاد سبحانه إلى الحكاية عن الكفّار وقال عزّ من قائل :
٧ و ٨ ـ (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا ...) أي كفرة قريش قال بعضهم لبعض استهزاء لا على وجه الاعلام (هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ) عنوا بذلك محمدا صلىاللهعليهوآله فإنّه (يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ) أي يحدّثكم بأمر من الأعاجيب ، ويقول لكم : إذا متم وفنيت أجسامكم وتفرّقت أبدانكم وتقطّعت أوصالكم كلّ تقطيع وصرتم ترابا وعظامكم رفاتا (إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ) أي يزعم أنّكم بعد ذلك تعودون وتبعثون وترجعون خلقا جديدا يوم المعاد فهو المراد بالخلق الجديد. فقالوا ذلك إنكارا واستبعادا للبعث (أَفْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) استغني بهمزة الاستفهام عن همزة الوصل ، وإسنادهم كذبه على قوله إليه تعالى بناء على عقيدته صلوات الله عليه