الأول للتكثير والثاني للتّكذيب.
* * *
(قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى وَفُرادى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ (٤٦) قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللهِ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (٤٧) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (٤٨) قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ وَما يُعِيدُ (٤٩) قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّما أَضِلُّ عَلى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِما يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ (٥٠))
٤٦ ـ (قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ ...) أي بخصلة واحدة أو بكلمة واحدة وهي كلمة التّوحيد وقيل بطاعة الله بدليل قوله سبحانه : (أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ) وهذه الجملة محلّها مجرور بالبدليّة أو عطف بيان ، ويمكن أن يكون مرفوعا بتقدير هو ، أو منصوبا بأعني. والمعنى هو الاستقامة والاعتدال في أمور الدّين لنيل رضى الله تعالى والإعراض عن الاعوجاج والتقليد وذلك بأن يكون قيامكم بأمر الدين (مَثْنى وَفُرادى) أي متفرّقين اثنين اثنين حتى يتشاور كلّ واحد مع صاحبه ، أو واحدا واحدا حتى تستريحوا من تشويش الخواطر بالازدحام حين التفكّر ، فإن الحق إنّما يتبيّن للإنسان بالتفكّر في نفسه (ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا) في أمري وما جئت به لتعلموا حقّيته وتعرفوا أنّ (ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ) أي ليس به جنون موجب لادّعائه الرّسالة