تزعمونه (إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ) يخوّفكم (بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ) من عذاب صعب قريب وقوعه يوم القيامة (بَيْنَ يَدَيْ) كناية عن قرب وقوع الشيء عذابا وغيره.
٤٧ ـ (قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ ...) يعني أنّ كلّ ما تحملت في أداء الرسالة وتبليغها من المشاقّ والتكاليف فأجره لكم ، وما أريد منكم أجر رسالتي ولا أطالبكم بشيء ، كما قال تعالى قل لا أسئلكم عليه أجرا إلّا المودّة في القربى قل لا أسئلكم عليه من أجر إلا من شاء أن إلخ .. (إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللهِ) فأجر رسالتي أعظم شأنا وأعلى ممّا تقدرون على أدائه وإعطائه فهو على الله لأنّه (عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) أي مطّلع وشاهد على خلوص نيّتي وصدق دعوتي بلا طمع في الأجر منكم ، فهو القادر على كلّ شيء ويعطيني كل ما أريد منه بلا كلفة ولا عناء.
٤٨ ـ (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ ...) أي يلقيه إلى أنبيائه وينزله على من يجتبيه من عباده ، أو يرمي به الباطل فيدمغه ، وهو (عَلَّامُ الْغُيُوبِ) أي عالم بجميع الأمور الغيبيّة ، ولذا يعلم ويعرف من له الأهليّة لإلقاء الحق والوحي إليه (اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ) فإنّه المطّلع على السرائر وضمائر عباده فيعطيهم على مقدار استعدادهم وقابليّتهم فكلّ يعمل على شاكلته وعلى طبق خلقته التي خلقه الله عليها وطبيعته وأهليته الذاتيّة.
٤٩ ـ (قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ وَما يُعِيدُ ...) أي جاء الإسلام أو التّوحيد وزهق الكفر ولم يبق له أثر لا بدءا ولا إعادة ورجوعا. وفي الأمالي عن الرّضا عن أبيه عن آبائه عليهمالسلام : دخل رسول الله صلىاللهعليهوآله مكّة وحول البيت ثلاثمئة وستّون صنما فجعل يطعنها بعود في يده ويقول : جاء الحقّ وزهق الباطل إنّ الباطل كان زهوقا ، جاء الحق وما يبدأ الباطل وما يعيد.
٥٠ ـ (قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّما أَضِلُّ ...) أي إن ضللت عن الحق وطريق