الهدى ويكون وبال ضلالي على نفسي (وَإِنِ اهْتَدَيْتُ) إلى الحقّ (فَبِما يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي) أي يهدى ربّي تفضّلا ورحمة منه بي.
* * *
(وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ (٥١) وَقالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ (٥٢) وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ (٥٣) وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ كَما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ (٥٤))
٥١ ـ (وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ ...) أي يفزع الكفرة عند الموت أو البعث أو يوم بدر ، فلو رأيتهم لرأيت أمرا فظيعا عجيبا من هولهم (فَلا فَوْتَ) أي لا يفوتوننا بهرب أو حصار أو حصن (وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ) من ظهر الأرض إلى بطنها أو من الموقف إلى النار أو من المعسكر إلى الحفر المعدّة لذلك.
٥٢ ـ (وَقالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ ...) التناوش هو التناول ، فمن أين لهم الوصول إلى الإيمان بعد فوات الوقت ومن أين يتيسّر لهم أن يأخذوا الإيمان بسهولة (مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ) أي من عالم الآخرة فإن محل التكليف بالإيمان هو الدنيا وهم في عالم الآخرة وقد ابتعدت دار التكليف.
٥٣ ـ (وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ ...) أي كفروا بالقرآن أو بمحمد صلىاللهعليهوآله في أوان التكليف (وَ) هم الآن (يَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ) أي يرجمون بالظنّ ويتكلّمون بما غاب علمه عنهم من نفي البعث أو إنكار الصانع والرّسالة والجنّة والنّار وغيرها (مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ) يعني من جهة بعيدة عن حال الرّسول وحال الآخرة.