سورة فاطر
مكية وآياتها ٤٥ نزلت بعد الفرقان
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١) ما يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٢))
١ ـ (الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ...) قد مرّ تفسير الحمد في أوّل سورة فاتحة الكتاب فليراجع. وأما (فاطِرِ) فمشتق من الفطر وهو الشقّ الخاص أي الشق بلا افتراق ويعبّر عنه بالصّدع أيضا إذا أسند الصّدع إلى الشيء لا إلى القوم ونحوه ، فإنه حينئذ بمعنى الافتراق. والمعنى أنّه تعالى شقّهما لنزول الأرواح من السّماء وخروج الأجساد من الأرض. وأمّا قول كثير من كبار المفسّرين في معنى الكريمة بناء على اشتقاق فاطر من الفطر بمعنى الشق ، كأنّه شقّ العدم بإخراجهما منه فهو خلاف ظاهر الشريفة من إسناد الفطر وإضافته إلى نفس السموات والأرض لا إلى