موجبات البقاء ولولاه لآل أمر الناس إلى الفناء والاضمحلال.
فمن يقدر غيره جلّ وعلا على الإتيان بهذه النّعمة التي لا مرسل لها إلّا هو سبحانه ، وقس على هذه غيرها (وَهُوَ الْعَزِيزُ) الغالب على ما يشاء وليس لأحد أن ينازعه فيه.
و (الْحَكِيمُ) الذي لا يفعل ما يفعل إلّا بعلم وإتقان.
* * *
(يا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (٣) وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (٤) يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ (٥) إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّما يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعِيرِ (٦) الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (٧))
٣ ـ (يا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ ...) أي احفظوا (نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ) وآتوا حقّها بشكر مولاها قولا وعملا واعتقادا. والنعمة أعمّ من الظاهرية والباطنيّة التي من جملتها أنّه خلقكم وأوجدكم وأحياكم وأقدركم