التسويف في التوبة مع أن الله تعالى أكّد في تعجيلها ، ولا بدّ للعبد أن يغتنم الفرصة فإنها تمرّ مرّ السّحاب.
وقد سئل حكيم : بأيّ كيفيّة نأخذ الشيطان عدوّا؟ قال : لا تمشوا وراء أمانيكم ولا تتّبعوا الهوى وافعلوا ما يوافق الشّرع ويخالف الطّبع ، فالشيطان (إِنَّما يَدْعُوا حِزْبَهُ) أي أعوانه وأنصاره ومتابعيه (لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعِيرِ) من أهل النار المسعّرة. وهذا تقرير لعداوة الشيطان وبيان لغرضه في دعوته. ثم يبيّن حال من أجاب الشيطان في دعوته ومن خالفه فيها فقال عزّ وعلا :
٧ ـ (الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ ...) هذا حال الفئة الأولى أي المتابعين للشيطان (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) هذا وعد للفئة الثانية أي المخالفين لدعوته لعنه الله.
* * *
(أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما يَصْنَعُونَ (٨) وَاللهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها كَذلِكَ النُّشُورُ (٩) مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ (١٠)