يصير موحّدا مؤمنا بجميع ما جاء به النبيّ (ص) (وَما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ) أي من هم مصرّون على الكفر والجحود ومعاندون للحق. وهذا ترشيح لتمثيل من هو مصرّ على الكفر بالأموات. فإنك يا محمّد لا تقدر أن تنفع الكفّار وتهديهم إلى الإيمان بإسماعك إياهم الآيات والعظات والنّصح إذ لم يقبلوا منك ، كما أنك لا تقدر أن تنفع وتهتدي الأموات بالآيات والبراهين. وتأكيدا لهذا المعنى يقول تعالى : (إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ) وما عليك إلّا الإنذار حيث أن هذا هو شغل النذير. وأمّا الاستماع وإلجاء أهل الكفر والنّفاق إلى الانتفاع بكلام أهل الحق فما هو شغلك لأنه ليس تحت قدرك واختيارك في المطبوع على قلوبهم.
٢٤ ـ (إِنَّا أَرْسَلْناكَ ... وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ ...) أي لا تكون أمة في أيّ عصر من الأعصار إلّا وقد أتممنا عليها الحجة بإرسال رسول إليها أو وصيّ رسول وقال القمّي : لكل زمان إمام
٢٥ و ٢٦ ـ (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ ...) هذه الكريمة تسلية للنبيّ صلىاللهعليهوآله فقد كذّب السابقون بالبيّنات بالزّبر ، أي الكتب السماوية كصحف إبراهيم (وَبِالْكِتابِ الْمُنِيرِ) كالتوراة والإنجيل فأهلكت المكذّبين (فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ) أي إنكاري بعقوبتهم وتدميرهم.
* * *
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ ثَمَراتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوانُها وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها وَغَرابِيبُ سُودٌ (٢٧) وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ كَذلِكَ إِنَّما يَخْشَى