اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (٢٨) إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللهِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ (٢٩) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (٣٠) وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللهَ بِعِبادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ (٣١))
٢٧ ـ (أَلَمْ تَرَ ... وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ ...) أي ذوات جدد ، خطط وطرائق (مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها) أي ثمرات مختلفة الألوان (وَغَرابِيبُ سُودٌ) عطف على جدد أي ومنها ما هي شديدة السّواد لا خطط فيها. وهي تأكيد لمضمر يفسّره (سُودٌ) وقيل إن الغرابيب تأكيد للسّود وتقدّم على المؤكد لمزيد التأكيد لما فيه من التأكيد باعتبار الإضمار والإظهار. والتقدير : سود غرابيب. والحاصل كأنّه يقال إنّ الله تعالى أظهر قدرته في الجبال فخلقها مثل الثمرات مختلفة فمنها جبال فيها جدد أي علائم وخطط وطرق ، وهي مختلفة الألوان : بيض وحمر وسود غرابيب حالكة السّواد أي شديدة السواد. وهذا أمر مشاهد يعرفه كلّ من ارتاد الجبال ورأى مسالكها.
٢٨ ـ (وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ ...) أي كذلك ، كاختلاف الثّمار والجبال تختلف ألوان الناس والدوابّ والأنعام. وذكر الأنعام بعد الدّواب من ذكر الخاص بعد العام لشرافتها على مطلق الدواب واختصاص ألوانها بالذّكر من بين أوصافها مع أنها ، أي الثلاث ، مختلفة كلّ واحدة منها عن الأخرى بأوصاف أخر كما لا يخفى إذا كان الاختلاف