ولا يأتون سوى أزواجهم (أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ) أي الإماء التي يملكونها بالحلال ، وكذلك ما يملك حقّ مباشرته بالمتعة كما في القمّي (فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ) لا يلامون ولا يؤاخذون في ذلك لأنه قد أحلّه الله تعالى لهم.
٧ ـ (فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ ...) ومن قصد غير زوجته الدائمة ، أو غير أمته بملك اليمين ، أو غير الزوجة بالمتعة المحلّلة (فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ) أي المتجاوزون لما ذكره الله تعالى من وجوه الحلال في إباحة الفروج الثلاثة المذكورة. فهؤلاء يكونون من المعتدين على ما شرع الله من حدّ الشرع الذي عيّن الحلال في النكاح.
٨ ـ (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ ...) أي يراعون الأمانات ويحفظونها ويصونونها كما سنّ الله سبحانه ، والأمانات ضربان : أمانات الله ، وأمانات العباد. وما بين الله وعباده هي العبادات : كالصلاة والصوم وغيرهما ، وما بين العباد هي مثل الودائع والعواري والشهادات وأمثالها ، وهي كثيرة. وأما العهد فعلى ثلاثة أضرب : أوامر الله تعالى ، ونذور الإنسان ، والعقود الجارية بين الناس ، فيجب على الإنسان الوفاء بجميع ضروب الأمانات والعهود والقيام بحفظ ما يتولّاه منها.
٩ ـ (وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ ...) ذكر الصلوات مرّة ثانية للاهتمام بإقامتها مع المحافظة على أوقاتها وحدودها المعيّنة ، وبأن تؤدّى في أول أوقاتها.
١٠ و ١١ ـ (أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ الَّذِينَ ...) أي أن الموصوفين في الآيات السابقة الذين أفلحوا في أعمالهم يفوزون بإرث الفردوس في الجنة ، والفردوس روضة من روضات الجنة وهي أعلى طبقاتها. والقمي عن الصّادق عليهالسلام قال : ما خلق الله خلقا إلّا جعل له في الجنة منزلا وفي النار منزلا ، فإذا سكن أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى مناد يا أهل الجنة أشرفوا فيشرفون على أهل النار فترفع لهم منازلهم فيها ثم يقال لهم هذه