وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ (١٨) فَأَنْشَأْنا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ لَكُمْ فِيها فَواكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْها تَأْكُلُونَ (١٩) وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ (٢٠) وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِها وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْها تَأْكُلُونَ (٢١) وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (٢٢))
١٢ ـ (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ ...) أي هذا النوع من الحيوان أو المراد آدم (مِنْ سُلالَةٍ) أي صفوة سلّت من الكدر (مِنْ طِينٍ) حاصلة منه صفة لسلالة أو أن (مِنْ) بيانية ، أو متعلق بمذكور وهو سلالة لأنها في معنى مسلولة ، والحاصل يحتمل أن يكون المراد بالإنسان هو أبو البشر فإنه مخلوق من صفوة وخلاصة مسلولة من طين وأن يكون المراد هو الجنس لأنهم خلقوا من نطف استلّت وانتزعت موادّها من طين حيث إن النّطف محصولة من النباتات وهي صفوة الأجزاء الأرضية كما قال تعالى منها خلقناكم. وقيل إن المراد بالطين هو آدم عليهالسلام لأنه في بدء أمره كان طينا مصوّرا ولمّا نفخ فيه الروح صار إنسانا ذا لحم ، ودم وعظام وأعصابا ، والمراد بالسلالة نسله.
١٣ ـ (ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً ...) أي جعلنا الإنسان يعني جوهره أو السلالة على تأويلها بالمسلول. فتذكير الضمير بواحد من التأويلين لا بأس به ويحتمل أن يكون المضاف محذوفا أي جعلنا نسله من نطفة فنصب (نُطْفَةً) بنزع الجارّ وحذفه (فِي قَرارٍ مَكِينٍ) أي في مستقرّ حصين وهو الرحم.
١٤ و ١٥ و ١٦ ـ (ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً ...) أي قطعة دم جامد ،