٦٦ ـ (قَدْ كانَتْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ ...) هذه الكريمة في بيان العلّة لعدم النّصر (فَكُنْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ تَنْكِصُونَ) أي تعرضون مدبرين عن سماعها فترجعون رجوع القهقرى. فإن النكوص هو الرجوع القهقرى.
٦٧ ـ (مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ ...) أي بالقرآن بتضمين الاستكبار معنى التكذيب (سامِراً) أي تتحدثون تمام الليل بالطّعن في القرآن ولا تنامون اشتغالا بتكذيبه وذكره بأنه شعر أو سحر ، بل وبسبّ رسول الله صلىاللهعليهوآله (تَهْجُرُونَ) أي تتركون القرآن أو تشتمونه أو تهذون به.
* * *
(أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جاءَهُمْ ما لَمْ يَأْتِ آباءَهُمُ الْأَوَّلِينَ (٦٨) أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (٦٩) أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ (٧٠) وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْواءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْناهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ (٧١) أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَراجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (٧٢))
٦٨ ـ (أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ ...) أي القرآن ، فيعرفوا ما فيه من الدّلالات والعبر ويعلموا أنّه الحق من ربّهم. أو المراد من القول هو أقوال النّبي (ص) حينما أرسل لتبليغ الأحكام وتبيين الأصول (أَمْ جاءَهُمْ ما لَمْ يَأْتِ آباءَهُمُ الْأَوَّلِينَ) استفهام إنكاريّ ، أي كما جاءهم الرّسل والكتاب من الأقدمين والسّلف ، كذلك أرسلناك وأنزلنا إليك الكتاب حتى تقرأ عليهم وتنذرهم