يَتَضَرَّعُونَ (٧٦) حَتَّى إِذا فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ إِذا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (٧٧))
٧٣ ـ (وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ ...) أي وظيفتك الدعوة إلى دين الإسلام (إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) وهو طريق الحقّ والعمل به على طريق العدل والاستقامة ، فإن ما دل الدليل عليه وقامت الحجة على صحته فهو مستقيم ، عدل. وفي الرواية : إلى ولاية أمير المؤمنين.
٧٤ ـ (وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ ...) أي عن جادة الهدى متمايلون إلى تيه الضلالة ووادي الغواية فإن خوف الآخرة أقوى البواعث على طلب الحق وسلوك طريقه فلو لم يخف الإنسان منها بل لم يقبلها فلا داعي له لطلب الحق والحقيقة.
٧٥ ـ (وَلَوْ رَحِمْناهُمْ وَكَشَفْنا ما بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ ...) أي لو منعنا عنهم القحط الذي أصابهم بمكة سبع سنين (لَلَجُّوا فِي طُغْيانِهِمْ) أي لداوموا وثبتوا على ضلالتهم وإفراطهم في كفرهم وعداوة الرسول وتابعيه عليهمالسلام ولا زالوا (يَعْمَهُونَ) يتحيّرون ويترددون في طريق الحق. والحاصل لو رفعنا العذاب عنهم لما تابوا بل كانوا ثابتين راسخين على عنادهم ولجاجتهم وعتوّهم. وروي أنهم قحطوا حتى أكلوا (العلهز : القراد الضخم وطعام من الدّم والوبر كانوا يتخذوه في المجاعة) فجاء أبو سفيان إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : أنشدك الله والرّحم ألست تزعم انك بعثت رحمة للعالمين؟ قتلت الآباء بالسيف ، والأبناء بالجوع. فنزلت الكريمة حتى لا يسأل النبيّ رفع العذاب عنهم لأن في الرفع خلاف المنّة والصلاح.
٧٦ ـ (وَلَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ ...) أي القتل يوم بدر (فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ) هذه تقرير يؤيد عدم الفائدة من رفع العذاب فلا