مورد لرفعه ولسؤال رفعه ، فكانت تسلية لقلبه الشّريف صلوات الله عليه.
٧٧ ـ (حَتَّى إِذا فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً ذا عَذابٍ ...) أي نوعا آخر من العذاب ، وهو أشد من الأول يعني الجوع فإنه أشد من القتل والأسر. أو المراد هو فتح مكة الذي صاروا فيه أذلّاء أشدّ الذلّ مضافا إلى الخوف الذي كادت قلوبهم أن تنصدع وتنشق وكان غاية أملهم أن يمنّ عليهم النبيّ الأكرم باستعبادهم ولم يقتلهم وهو صلىاللهعليهوآله فعل بهم هكذا وقال : اذهبوا فأنتم الطّلقاء ، وما قتل منهم أحدا وكان هذا أشد ذلّا من القتل والأسر عليهم. قال أبو جعفر (ع) وهو في الرجعة عند قيام القائم. والحاصل فإنهم في هذه المرّة الثانية على اختلاف الأقوال فيها (إِذا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ) أي متحيّرون أو مأيوسون ، فإن الإبلاس بمعنى اليأس من كلّ خير. ففي هذه المرّة نزلوا عن عتوّهم واستكبارهم بحيث أرسلوا كبراءهم وأشرافهم إلى النبيّ واستعطفوه واسترحموه. فهذه الكريمة على هذا التفسير يناسب أن يكون المراد بها هو قضيّة القحط أو فتح مكة أو هو بدر كما قيل ، والله أعلم بما أراد. ثم بعد ذلك ذكّرهم بعض نعمائه عليهم بقوله سبحانه :
* * *
(وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ (٧٨) وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٧٩) وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (٨٠) بَلْ قالُوا مِثْلَ ما قالَ الْأَوَّلُونَ (٨١) قالُوا أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (٨٢) لَقَدْ وُعِدْنا نَحْنُ وَآباؤُنا هذا مِنْ قَبْلُ إِنْ هذا إِلاَّ