ولا تتأمّلون أن صدور جميع المكوّنات منّا ، وأن قدرتنا تعمّ كلّ شيء ومنه البعث والنشر ولماذا ينكره أهل مكة بلا رويّة؟
٨١ ـ (بَلْ قالُوا مِثْلَ ما قالَ الْأَوَّلُونَ ...) أي قلّد كفّار مكة آباءهم السابقين في مقالتهم الفاسدة التي هي :
٨٢ ـ (قالُوا أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً ...) قال أسلافهم من الكفرة في مقام إنكار البعث : هل إذا متنا وصرنا ترابا وفنيت أجسادنا (أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ) سنبعث من جديد وتعود أجسادنا كما كانت؟ القائل بذلك كاذب ونحن لا نصدّق ذلك وننكره. يقولون ذلك وقد نسوا أنهم خلقوا من العدم وكانوا ترابا قبل خلقهم ، ولمزيد الإنكار قالوا :
٨٣ ـ (لَقَدْ وُعِدْنا نَحْنُ وَآباؤُنا هذا ...) أي أن مسألة الوعد بالبعث والنشور أمر سمعناه من قديم الزمان ، وسمعه آباؤنا وأجدادنا من سائر الأنبياء ونحن إلى الآن لم نر أثرا لهذا الوعد ، ولم يبعث آباؤنا وأجدادنا لنصدّقه ، وقد طال العهد بهذا الوعد (إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) هذه أكاذيب سطّرها السابقون وكتبوها من عندهم ، وهي مما لا حقيقة له ولا واقع. و (أَساطِيرُ) جمع أسطور وهي الحديث الذي لا أصل له ، أو جمع أسطار التي هي جمع سطر بمعنى الخط ، أي الكتب. فأساطير الأولين هي ما سطّره السابقون من أعاجيب أحاديثهم وأخبارهم الخرافية.
* * *
(قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيها إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٨٤) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (٨٥) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (٨٦) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ (٨٧) قُلْ مَنْ