عن إساءة المسيء. وقد كان هذا في بدء الإسلام قبل الأمر بالقتال. وقيل معناه : ادفع باطلهم ببيان الحجج على ألطف الوجوه وأوضحها. وأقربها إلى الإجابة والقبول وقيل إن المراد بالأحسن هي كلمة التوحيد ، والسّيئة هي الشرك (نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَصِفُونَ) اي بما يصفونك به من السحر والشعر والجنون ، أو المحذوف هو ياء المتكلّم (على قراءة : بما يصفون) أي ما يصفوننا من اتخاذنا الولد أو الشرك فلا يخصّك أمرهم ونحن نجازيهم قريبا. فالكريمة تسلية للنبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآله وبشارة بحفظه منهم ، ولذا أمره بالاستعاذة منهم أي من نزعات الشياطين. ومن نخساتهم ووساوسهم وبيّن كيفية الاستعاذة بقوله سبحانه وتعالى :
٩٧ ـ و ٩٨ ـ (قُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ ...) أي قل على وجه الابتهال والتضرّع فإن الدعوة على هذا الوجه مطلوبة ومرغوبة فاستعذ (مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ) اي من الخطرات التي تخطر بقلب الإنسان ووساوسه (وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ) أي يحوموا حولي في شيء من الأحوال.
* * *
(حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (٩٩) لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (١٠٠) فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ (١٠١) فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (١٠٢) وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ (١٠٣) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيها كالِحُونَ (١٠٤))