لروضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النّار وفي الكافي عن الصّادق (ع) أنه قيل له : إني سمعتك وأنت تقول : كلّ شيعتنا في الجنّة على ما كان منهم؟ قال : صدقتك كلّهم والله في الجنّة قيل إن الذنوب كثيرة ، فقال (ع) أما في القيامة فكلّكم في الجنة بشفاعة النّبيّ المطاع أو وصيّ النّبي صلىاللهعليهوآله ، ولكني والله أتخوّف عليكم في البرزخ في القبر منذ حين الموت إلى يوم القيامة.
١٠١ ـ (فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ ...) أي لا تنفعهم الأنساب بالتّعاطف والتراحم الذي يتولّد من النسبة ويفتخرون بها. وكلّ ذلك لا ينفع في ذلك اليوم إلّا التّقوى والعمل الصّالح (وَلا يَتَساءَلُونَ) أي لا يسأل أحد أحدا عن حاله ومجاري أموره من فرط الحيرة واستيلاء الدّهشة بحيث يفرّ المرء من أخيه وأمّه وأبيه وكلّهم مشغولون بأنفسهم. وهذه لا تتناقض مع قوله تعالى : (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ) عند النفخة الأولى في الصور.
١٠٢ و ١٠٣ و ١٠٤ ـ (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ...) أي من رجحت موزونات أعماله الحسنة المبنيّة على عقائده الصحيحة ، فهو من الفائزين (وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ) وإنّما تخفّ موازينه لخلوّها من العمل الصالح ولرجحان السيئات (فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ) غبنوها بابطال أوقاتهم وأعمارهم في الدنيا وتضييع استعداداتهم وطاقاتهم التي كانت تكفل كمالهم فلم ينتفعوا بها ، فهم (فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ) يعذّبون فيها إلى أبد الأبد (تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيها كالِحُونَ) أي تحرقها أشد حرق بلهبها ، و (كالِحُونَ) مشوّهو الوجوه بتقلّص جلودها وتقلّص شفاههم عن أسنانهم ، أو عابسون. وعن مالك بن دينار ، أن غلاما في أوّل أمره كان من الفسّاق والفجار ، ففي يوم من الأيام كان يمشي في السّوق فرأى رأس غنم أخرج من التنّور فنظر اليه فرأى أن شفتيه قد كشحتا وأسنانه ظهرت فمرّ بخاطره أن وجوه أهل النار تكون بتلك الكيفية فشهق