٦ : سورة الأنعام
مكية وآياتها مائة وخمس وستون
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
[١] (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُماتِ) فلم تكن حتى ظلمة قبل الخلق (وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ) أي يعدلون بربهم الأوثان ، فيقولون إنها عدل ومساو لله في الألوهية.
[٢] (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ) آدم وحواء ، أو أن أصل كل إنسان التراب ، فيتحول عشبا ، ثم أكلا ، ثم منيا ، ثم إنسانا (ثُمَّ قَضى) أي قدر وحكم (أَجَلاً) وقتا محدودا (وَأَجَلٌ مُسَمًّى) سمي في الملكوت (عِنْدَهُ) فإنه يعلم انتهاء مدة كل إنسان ، أو كل البشر ، أو يوم القيامة (ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ) أي تشكون في الإله الذي بيده الخلق والمعاد.
[٣] (وَهُوَ اللهُ فِي السَّماواتِ وَفِي الْأَرْضِ) فلا إله غيره (يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ ما تَكْسِبُونَ) من خير وشر.
[٤] (وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ) الدلائل التي تدل على الله (إِلَّا كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ) غير ملتفتين.
[٥] (فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِ) الرسول (لَمَّا جاءَهُمْ فَسَوْفَ) في الآخرة (يَأْتِيهِمْ أَنْباءُ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) أي أخباره والمراد جزاؤهم من العذاب.
[٦] (أَلَمْ يَرَوْا) يعلموا (كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ) أهل كل عصر كذّبوا الرسل (مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ) بأن جعلناهم أغنياء وملوكا وذوي حضارة (ما لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ) فإن أهل مكة لم يكونوا بتلك المنزلة (وَأَرْسَلْنَا السَّماءَ عَلَيْهِمْ) أي ماء المطر (مِدْراراً) غزيرا (وَجَعَلْنَا الْأَنْهارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ) تحت قصورهم وأشجارهم (فَأَهْلَكْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ) أي بسبب ذنوبهم (وَأَنْشَأْنا) خلقنا (مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً) جماعة (آخَرِينَ).
[٧] (وَلَوْ نَزَّلْنا عَلَيْكَ) يا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم (كِتاباً) كتابة (فِي قِرْطاسٍ) صحيفة (فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ) فإن اللمس أنفى للشك من الرؤية (لَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا) أي ما هذا (إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ) ظاهر.
[٨] (وَقالُوا لَوْ لا) أي لما ذا (أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ) أي يكون مع النبي ملك يكلّمنا حتى نصدقه (وَلَوْ أَنْزَلْنا مَلَكاً لَقُضِيَ الْأَمْرُ) أي لحق هلاكهم إذا لم يؤمنوا (ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ) أي لا يمهلون ، فقد تعلقت مشيئة الله تعالى بانفصال الآخرة عن الدنيا فإذا ظهرت الآخرة مات الإنسان.