٩ : سورة التوبة
مدنية آياتها مائة وتسع وعشرون
[١ ـ ٢] (بَراءَةٌ) أي انقطاع عصمة وأمن (مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) فلا عهد بعد الآن بينكم وبينهم (١) (فَسِيحُوا) أي سيروا أيها المشركون (فِي الْأَرْضِ) في أمن وسلام (أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ) فقط ، وبعده لا عهد ولا أمان (وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ) أي لا تتمكنون من تعجيزه حتى لا يقدر على أخذكم (وَ) اعلموا (أَنَّ اللهَ مُخْزِي الْكافِرِينَ) مذلهم في الدارين.
[٣] (وَأَذانٌ) إعلام (مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ) فإن الإعلام صار في هذا اليوم على لسان الإمام أمير المؤمنين علي عليهالسلام وهذا مقابل العمرة التي تسمى بالحج الأصغر (أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) فليسوا بعد هذا تحت الحماية والمعاهدة (وَرَسُولِهِ) بريء منهم (فَإِنْ تُبْتُمْ) أيها المشركون من الشرك (فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ) أعرضتم عن الإيمان (فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ) لا تتمكنون من تعجيزه (وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذابٍ أَلِيمٍ) مؤلم.
[٤] (إِلَّا) استثناء من (براءة) (الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ) من شروط العهد (شَيْئاً وَلَمْ يُظاهِرُوا) لم يعاونوا الكفار (عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلى مُدَّتِهِمْ) المقررة (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) الذين لا ينقضون العهد.
[٥] (فَإِذَا انْسَلَخَ) خرج كما ينسلخ المذبوح عن جلده (الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ) رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم ، أو المراد الأشهر الأربعة مدة الأمان (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ) بالأسر (وَاحْصُرُوهُمْ) في أماكنهم بالحبس عن التحرك (وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ) أي بكل طريق لأجل المحاربة معهم (فَإِنْ تابُوا) عن الكفر والعصيان (وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ) دعوهم ولا تعرّضوا لهم لأنهم أسلموا (إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
[٦] (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) الذين أمرت بقتالهم (اسْتَجارَكَ) طلب منك الأمان (فَأَجِرْهُ) آمنه (حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ) ويتدبره لعله يؤمن (ثُمَّ أَبْلِغْهُ) أوصله (مَأْمَنَهُ) موضع أمنه إن لم يسلم (ذلِكَ) الأمن له حتى يسمع كلام الله (بِأَنَّهُمْ) بسبب انهم (قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ) حقيقة الإيمان فلعلهم يقبلون إذا سمعوا كلام الله.
__________________
(١) وذلك لنقض المشركين العهود.