١٠ : سورة يونس
مكية آياتها مائة وتسع
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
[١] (الر) رمز بين الله وبين رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم (تِلْكَ) ما تضمنته هذه السورة (آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ) المحكم الذي يضع الأشياء موضعها.
[٢] (أَكانَ لِلنَّاسِ عَجَباً) موجبا للتعجب (أَنْ أَوْحَيْنا) وحينا (إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ) هو الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم والاستفهام للإنكار (أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ) أخبرهم بالعذاب إن خالفوا (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ) بأن لهم (قَدَمَ صِدْقٍ) أي قدما ثابت الإيمان (عِنْدَ رَبِّهِمْ) فهو يعرفهم بهذه الصفة (قالَ الْكافِرُونَ إِنَّ هذا) الرسول) (لَساحِرٌ مُبِينٌ) واضح.
[٣] (إِنَّ رَبَّكُمُ) أيها الناس (اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ) مقدار ستة أيام من أيام الأرض (ثُمَّ اسْتَوى) توجّه (عَلَى الْعَرْشِ) إدارة الكون ، كالملك يبني المدينة ثم يستولي عليها (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ) أمور الكائنات (ما مِنْ شَفِيعٍ) يشفع للمذنب (إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ) بأن يشفع (ذلِكُمُ) الموصوف بتلك الصفات (اللهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ) بأنه إلهكم لا غيره.
[٤] (إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ) رجوعكم في الآخرة (جَمِيعاً وَعْدَ اللهِ حَقًّا) إن وعد الله صدق (إِنَّهُ) الله سبحانه (يَبْدَؤُا الْخَلْقَ) يخلقهم (ثُمَّ يُعِيدُهُ) بعد الموت للقيامة (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ بِالْقِسْطِ) جزاء بالعدل (وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ) ماء حار (وَعَذابٌ أَلِيمٌ) مؤلم (بِما كانُوا يَكْفُرُونَ) بسبب كفرهم.
[٥] (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً) ذات ضياء (وَالْقَمَرَ نُوراً) ذا نور (وَقَدَّرَهُ) قدّر لكل منهما (مَنازِلَ) في السماء (لِتَعْلَمُوا) بهذا الجعل والتقدير (عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ) للأيام والشهور (ما خَلَقَ اللهُ ذلِكَ إِلَّا بِالْحَقِ) لغرض وغاية ، لا عبثا (يُفَصِّلُ) يشرح (الْآياتِ) الكونية (لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) فإنهم المنتفعون بهذه الأمور.
[٦] (إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) تعاقبهما (وَما خَلَقَ اللهُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) من الموجودات (لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ) الكفر والمعاصي ، وإنما خصّهم لأنهم المنتفعون بهذه الآيات.