١٧ : سورة الإسراء
مكية آياتها مائة وإحدى عشر
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
[١] (سُبْحانَ) أنزهه تنزيها (الَّذِي أَسْرى) أذهب (بِعَبْدِهِ) محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم (لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) مكة (إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى) بيت المقدس في الأردن (الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ) فحوله مبارك بكثرة الأنبياء وبكثرة الأشجار والثمار (لِنُرِيَهُ) علة للإسراء والضمير لمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم (مِنْ آياتِنا) الأدلة التي يشاهدها في السماء وفي الأرض في مسيره السريع (إِنَّهُ) تعالى (هُوَ السَّمِيعُ) لأقوال الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (الْبَصِيرُ) لأفعاله.
[٢] (وَآتَيْنا) أعطينا (مُوسَى الْكِتابَ) التوراة (وَجَعَلْناهُ هُدىً) هداية (لِبَنِي إِسْرائِيلَ أَلَّا) بيان كونه هدى (تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلاً) ربّا تكلون إليه أموركم.
[٣] يا (ذُرِّيَّةَ) أولاد (مَنْ حَمَلْنا) في السفينة (مَعَ نُوحٍ) فإنكم ذريّة أولئك الذين فضلنا عليهم بنجاتهم من الغرق (إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً) كثير الشكر.
[٤] (وَقَضَيْنا) أوحينا وأخبرنا (إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ) التوراة (لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ) أولهما بقتل شعيا النبي عليهالسلام وثانيهما بقتل زكريا ويحيى عليهالسلام (وَلَتَعْلُنَ) تستكبرون (عُلُوًّا كَبِيراً) بالجرأة على الله في انتهاك محرماته.
[٥] (فَإِذا جاءَ وَعْدُ) عقاب (أُولاهُما) أولى المرتين (بَعَثْنا) أرسلنا (عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا) بخت نصر وجالوت (أُولِي) أصحاب (بَأْسٍ) بطش (شَدِيدٍ فَجاسُوا) طاف أولئك العباد (خِلالَ الدِّيارِ) أواسط بلاد اليهود للقتل والنهب (وَكانَ) وعد عقابهم (وَعْداً مَفْعُولاً) لا بدّ وأن يفعل.
[٦] (ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ) يا بني إسرائيل (الْكَرَّةَ) الدولة (عَلَيْهِمْ) أي على أولئك الذين بطشوا بكم (وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً) عددا من السابق.
[٧] (إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ) لأن جزاء الإحسان يعود إلى نفس الإنسان (وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها) فوبال الإساءة يعود إلى أنفسكم (فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ) وعد عقوبة المرة الثانية (لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ) أي بعثنا عبادا لنا لأجل أن يسيئوا إليكم فيجعلوا وجوهكم بادية آثار المساءة فيها (وَلِيَدْخُلُوا) أولئك المبعوثين (الْمَسْجِدَ) بيت المقدس (كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ) للفساد ، في عقوبة المرة الأولى (وَلِيُتَبِّرُوا) ليهلكوا (ما عَلَوْا) ما غلبوا عليه (تَتْبِيراً) هلاكا.