١٩ : سورة مريم
مكية آياتها ثمان وتسعون
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
[١] (كهيعص) رمز بين الله والرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
[٢] هذه السورة (ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ) أي فيها ذكر لرحمة الله عبده (زَكَرِيَّا).
[٣] (إِذْ نادى) دعا زكريا عليهالسلام (رَبَّهُ نِداءً خَفِيًّا) لا يجهر به وذلك أقرب إلى الخلوص.
[٤] (قالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ) ضعف (الْعَظْمُ مِنِّي) فإنّ وهن العظم وهو شيء صلب يدل على وهن لجميع الجسد (وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً) بياضا ، أي أن الشيب قد عم الرأس ، فشبه بالنار التي تشتعل فتشمل كل الأطراف (وَلَمْ أَكُنْ بِدُعائِكَ) بدعائي إياك يا (رَبِّ شَقِيًّا) محروما ، أي لم أكن كذلك فيما مضى فأرجو أن لا أحرم في المستقبل.
[٥] (وَإِنِّي خِفْتُ) أخاف (الْمَوالِيَ) الذين يتولّون أمر الأمة (مِنْ وَرائِي) بعدي بأن يبدلوا دين الناس (وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً) لا تلد (فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ) من عندك (وَلِيًّا) ولدا.
[٦] (يَرِثُنِي) مالي ومقامي (وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ) لأن زكريا عليهالسلام هو من آل يعقوب ، فإذا جاءه ولد ورث الوالد ذلك المقام والمنزلة (وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا) مرضيا عندك ، فاستجاب الله دعاءه فخاطبه بقوله :
[٧] (يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا) فلا أحد بهذا الاسم قبل يحيى عليهالسلام.
[٨] (قالَ رَبِّ أَنَّى) كيف (يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً) لا تلد (وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا) يبسا وجفافا (١).
[٩] (قالَ) الله : (كَذلِكَ) هكذا (قالَ رَبُّكَ هُوَ) إعطاء الولد لكما (عَلَيَّ هَيِّنٌ) سهل (وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ) قبل يحيى عليهالسلام (وَلَمْ تَكُ شَيْئاً) فمن أوجدك من العدم قادرا على أن يعطيك الولد.
[١٠] (قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً) علامة دالة لوقت الحمل (قالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ) لا تقدر على تكليمهم (ثَلاثَ لَيالٍ سَوِيًّا) أي في حال كونك صحيحا بلا آفة ومرض وخرس.
[١١] (فَخَرَجَ) زكريا عليهالسلام (عَلى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرابِ فَأَوْحى) أشار (إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا) الله (بُكْرَةً وَعَشِيًّا) طرفي النهار.
__________________
(١) كل شيء قد انتهى فقد عتا. لسان العرب.