٢٢ : سورة الحج
مدنية آياتها ثمان وسبعون
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
[١] (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ) عذابه فأطيعوه (إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ) الزلزلة التي تقارن يوم القيامة (شَيْءٌ عَظِيمٌ) هائل.
[٢] (يَوْمَ تَرَوْنَها) ترون الزلزلة (تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ) تدهش المرأة المرضعة عن ولدها وتذهب لشدة هولها (وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها) جنينها ، أي تسقط من شدة الخوف ما في بطنها (وَتَرَى النَّاسَ سُكارى) كأنهم في حالة سكر من الهول (وَما هُمْ بِسُكارى) على الحقيقة (وَلكِنَّ عَذابَ اللهِ شَدِيدٌ) بحيث أذهلهم.
[٣] (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ) في توحيده أو صفاته (بِغَيْرِ عِلْمٍ) برهان (وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ) المارد المفسد.
[٤] (كُتِبَ عَلَيْهِ) على الشيطان (أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ) اتبع الشيطان (فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ) عن الطريق (وَيَهْدِيهِ) يسلك به (إِلى عَذابِ السَّعِيرِ) المشتعل.
[٥] (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ) شك (مِنَ الْبَعْثِ) القيامة فاعتبروا بأول الخلقة فإن من يقدر على البدء يقدر على الإعادة إنا (خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ) تحول نباتا ثم طعاما ثم دما ثم منيا (ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ) المني (ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ) دم مجمّد (ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ) لحمة قدر ما يمضغ (مُخَلَّقَةٍ) تام الخلقة (وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ) غير تام الخلقة (لِنُبَيِّنَ لَكُمْ) بهذا التدريج قدرتنا (وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ) من ولد وبنت (إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى) وقت الوضع الذي سمي بأن يوضع فيه (ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ) كمالكم وقوتكم (وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى) قبل الهرم (وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ) يرجع (إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ) أردأه وهو الهرم والخرف (لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً) بأن يرجع إلى حالة طفولته في عدم علمه بشيء ، واللام للعاقبة (وَتَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً) يابسة ميتة (فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ) تحركت (وَرَبَتْ) انتفخت (وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ) صنف (بَهِيجٍ) ذو رونق ، فالقادر على إحياء الإنسان والأرض قادر على المعاد.