٣٢ : سورة السجدة
مكية آياتها ثلاثون
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
[١] (الم) رمز بين الله والرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
[٢] هذا (تَنْزِيلُ الْكِتابِ) إنزاله من قبل الله تعالى (لا رَيْبَ فِيهِ) ليس محل ريب وإن شك فيه المعاند أو الجاهل (مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ).
[٣] (أَمْ) بل (يَقُولُونَ) أي الكفار (افْتَراهُ) نسبه محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى الله كذبا ، وليس كذلك (بَلْ هُوَ الْحَقُ) المطابق للواقع ، حال كونه نازلا (مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً) الكفار المعاصرين للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ) لأن الأنبياء عليهمالسلام بعثوا على أجيال سابقة (لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) بإنذارك.
[٤] (اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ) مقدار ستة أيام (ثُمَّ اسْتَوى) استولى (عَلَى الْعَرْشِ) على السلطة ، بأن خلق ثم أخذ في تدبير المخلوق (ما لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍ) يلي أموركم ويدبرها (وَلا شَفِيعٍ) ينقذكم من عذابه ، فإن الشفعاء إنما يشفعون بإذن الله (أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ) فتعلمون صحة ما ذكرناه.
[٥] (يُدَبِّرُ) الله (الْأَمْرَ) أمر الكائنات فينزله (مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ) الملك ، أو الأمر أي نتائج ما فعله البشر وما صار في العالم (إِلَيْهِ) تعالى (فِي يَوْمٍ) المسافة بين محل نزول الأمر إلى الأرض أو عروجه إلى السماء (كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) من سنوات الدنيا ، فإن الشخص إذا أراد أن يسير من محل الأمر في السماء إلى الأرض الذي يأتي في يوم واحد كانت المسافة له ألف سنة (١).
[٦] (ذلِكَ) الذي يفعل ويأمر هو (عالِمُ الْغَيْبِ) ما غاب عن الحواس (وَالشَّهادَةِ) ما حضر لدى الحواس بأن كان محسوسا (الْعَزِيزُ) الغالب (الرَّحِيمُ) بعباده.
[٧] (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ) أي خلقه خلقا حسنا (وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ) آدم عليهالسلام (مِنْ طِينٍ).
[٨] (ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ) ذرية آدم (مِنْ سُلالَةٍ) صفوة منسلة (مِنْ ماءٍ) مني ، وسمي سلالة لانسلاله من صلبه (مَهِينٍ) ضعيف حقير.
[٩] (ثُمَّ سَوَّاهُ) جعله بشرا سويا كاملا (وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ) أي روح خلقه ، والإضافة للتشريف (وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ) جمع فؤاد أي القلب (قَلِيلاً ما) (ما) زائدة للتأكيد (تَشْكُرُونَ) أي قليل شكركم على هذه النعم.
[١٠] (وَقالُوا) أي منكرو القيامة (أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ) بأن صار ترابنا مخلوطا بتراب الأرض فلم يعرف (أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ) أي نخلق مرة ثانية (بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ) أي لقاء ثوابه وجزائه (كافِرُونَ) منكرون فإنهم لا يريدون الاعتراف بلقاء الله ولذا ينكرون البعث.
[١١] (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ) يميتكم (مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ) لأجل إماتتكم ، فلا يميتكم الدهر كما زعمتم (ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ) إلى جزائه (تُرْجَعُونَ) في الآخرة.
__________________
(١) ثم إن الألف قد لا يكون من باب التحديد ، بل للدلالة على الكثرة ، كما في قوله تعالى : (إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ) سورة التوبة : ٨٠ ، والله العالم.