[٤٥] (وَلَوْ يُؤاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا) من الذنوب (ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها) ظهر الأرض (مِنْ دَابَّةٍ) تدب وتتحرك ، ولعل المراد بها الإنسان بتقدير (نسمة) (وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ) أي العصاة (إِلى أَجَلٍ) وقت (مُسَمًّى) قد سمي وحدّد (فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ) وقت حسابهم وهو يوم القيامة (فَإِنَّ اللهَ كانَ بِعِبادِهِ بَصِيراً) فيجازيهم حسب أعمالهم.
٣٦ : سورة يس
مكية آياتها ثلاث وثمانون
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
[١] (يس) اسم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أو رمز بين الله ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
[٢] (وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ) أي قسما بالقرآن المحكم أحكامه وآياته.
[٣] (إِنَّكَ) يا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم (لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ).
[٤] (عَلى صِراطٍ) طريق (مُسْتَقِيمٍ) يؤدّي بسالكه إلى المطلوب.
[٥] نزّل (تَنْزِيلَ) الله (الْعَزِيزِ) الذي لا يغالب (الرَّحِيمِ) بعباده.
[٦] (لِتُنْذِرَ) متعلق ب (تنزيل) (قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ) إذ آباؤهم لم يكن لهم رسول (فَهُمْ غافِلُونَ) عن الدين ولذا أرسلناك إليهم.
[٧] (لَقَدْ حَقَ) ثبت (الْقَوْلُ) بالعذاب (عَلى أَكْثَرِهِمْ) أكثر الناس (فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) حيث علم الله ذلك أثبت لهم العذاب.
[٨] (إِنَّا جَعَلْنا) حيث تركوا طريق الحق بعد أن عرفوه (فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالاً) جمع غل ، كالذي في عنقه غل ومن أمامه وخلفه سد وعلى عينه غطاء ، حيث لا يبصر شيئا ولا يقدر على شيء ، تشبيه لهم بمن هو هكذا في عدم قبولهم الإيمان (فَهِيَ) أي الأغلال (إِلَى الْأَذْقانِ) جمع ذقن منتهى الوجه ، والغل الطويل يوجب رفع الرأس إلى فوق كناية عن عدم رؤية أمامه لأن رأسه مرفوع (فَهُمْ مُقْمَحُونَ) مرفوعو الرأس ، يقال قمح البعير إذا رفع رأسه.
[٩] (وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ) أمامهم (سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ) غطيناهم بغطاء (فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ).
[١٠] (وَسَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) لعنادهم في الباطل.
[١١] (إِنَّما تُنْذِرُ) تنفع بإنذارك (مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ) تدبره وأراد العمل به ، والمراد بالذكر : القرآن أو مطلق الموعظة (وَخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ) في حال كونه سبحانه غائبا عن حواسه (فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ) غفران (وَأَجْرٍ كَرِيمٍ) يعطى له مع التكريم.
[١٢] (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى) في الآخرة (وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا) قدم الناس في حياتهم (وَ) نكتب (آثارَهُمْ) الباقية بعد مماتهم كالصدقة الجارية (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ) أحطنا به وأدرجناه (فِي إِمامٍ) اللوح المحفوظ (مُبِينٍ) واضح.