٣٨ : سورة ص
مكية آياتها ثمان وثمانون
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
[١] (ص) رمز بين الله والرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَالْقُرْآنِ) قسما بالقرآن (ذِي الذِّكْرِ) الذي يذكر الناس بالله والآخرة.
[٢] لم يكفر من كفر بالقرآن لخلل فيه (بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ) استكبار عن الحق (وَشِقاقٍ) خلاف يريدون به مخالفة الله.
[٣] (كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ) جماعة وأمة ، وهذا تهديد للكفار (فَنادَوْا) بالاستغاثة عند إهلاكهم (وَلاتَ حِينَ مَناصٍ) وليس الحين ـ أي حين نزول العذاب ـ حين مناص وخلاص ، لأن العذاب إذا نزل لا يرجع.
[٤] (وَعَجِبُوا) أي الكفار (أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ) نبي (مِنْهُمْ) من أنفسهم لا أجنبي عنهم (وَقالَ الْكافِرُونَ هذا) محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم (ساحِرٌ كَذَّابٌ) كثير الكذب.
[٥] (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً) بأن قال ببطلان كل الآلهة إلا الله (إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ) بليغ في التعجب.
[٦ ـ ٧] (وَانْطَلَقَ) تكلم (الْمَلَأُ) الأشراف (مِنْهُمْ) قال بعضهم لبعض (أَنِ امْشُوا) في طريقكم الشركي (وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ) عبادتها (إِنَّ هذا) الأمر وهو الشرك (لَشَيْءٌ يُرادُ) منا فلا يجوز لنا أن نعدل إلى غيره. (ما سَمِعْنا بِهذا) أي بالتوحيد (فِي الْمِلَّةِ) الدين (الْآخِرَةِ) أي ما أدركنا عليه آباءنا من الدين (إِنْ هذا) ما هذا التوحيد (إِلَّا اخْتِلاقٌ) كذب.
[٨] (أَأُنْزِلَ) كيف أنزل (عَلَيْهِ) على محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم (الذِّكْرُ) القرآن (مِنْ بَيْنِنا) ولم ينزل علينا (بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي) فلا يحملهم على هذا الكلام إلا الشك ، أي ليسوا بمتيقنين ببطلانه (بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ) لم يذوقوا عذابي بعد ، فإذا ذاقوا زال شكهم.
[٩] (أَمْ) هل (عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ) التي من جملتها النبوة حتى لا يعطوها النبي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وإنما يعطوا النبوة لإنسان آخر (الْعَزِيزِ) الغالب (الْوَهَّابِ) ما يشاء لمن يشاء.
[١٠] (أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما فَلْيَرْتَقُوا) أي إن زعموا ذلك فليصعدوا (فِي الْأَسْبابِ) في المعارج الموصلة إلى السماء ليأتوا بالوحي إلى من يختاروا ، فإن لم يكن لهم ملك السماوات والأرض فلما ذا يتحكمون في الاعتراض على أنه لما ذا نزل الوحي على محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
[١١] (جُنْدٌ ما) أي إن الكفار جند وجماعته قليلون (هُنالِكَ) أيضا للتحقير ، كما أن (ما) للتحقير (مَهْزُومٌ) عما قريب (مِنَ الْأَحْزابِ) فمن أين لهم التدابير الإلهية والتحكم في شؤون الوحي.
[١٢] (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتادِ) فإنه كان يعذب الناس بشدهم بالأوتاد.
[١٣] (وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ) أي الذين كانوا في قرب الشجرة الملتفة وهم قوم شعيب (أُولئِكَ الْأَحْزابُ) الذين تحزبوا على الرسل وكان منهم هذا الجند المنهزم.
[١٤] (إِنْ) ما (كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَ) فثبت (عِقابِ) عقابي عليهم.
[١٥] (وَما يَنْظُرُ) لا ينتظر (هؤُلاءِ) الكفار (إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً) نفخة لقبض أرواحهم (ما لَها مِنْ فَواقٍ) توقف.
[١٦] (وَقالُوا) أي الكفار (رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا) قسطنا من العذاب (قَبْلَ يَوْمِ الْحِسابِ) وهذا قالوه على سبيل الاستهزاء.