[٨٤ ـ ٨٥] (قالَ) الله : (فَالْحَقُ) أي ما أريد أن أذكره من الكلام حق ، وهو أن جهنم مكانكم (وَالْحَقَّ أَقُولُ) تفسير لقوله (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ) من جنس البشر (أَجْمَعِينَ).
[٨٦] (قُلْ) يا رسول الله : (ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ) على التبليغ (مِنْ أَجْرٍ) فتنفروا من الهداية لأجل الأجر (وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ) الذي تكلف ادعاء الرسالة كذبا فتنفروا من الهداية لأجل أني كاذب.
[٨٧] (إِنْ) ما (هُوَ) القرآن (إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ).
[٨٨] (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ) خبر صدق القرآن (بَعْدَ حِينٍ) أي بعد الموت.
٣٩ : سورة الزمر
مكية آياتها خمس وسبعون
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
[١] (تَنْزِيلُ الْكِتابِ) القرآن ، وهذا مبتدأ خبره (مِنَ اللهِ) لا من غيره كما يزعمون (الْعَزِيزِ) الذي لا يغالب (الْحَكِيمِ) الذي يفعل كل شيء حسب تدبير وإحكام.
[٢] (إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِ) لا بالباطل (فَاعْبُدِ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ) أي أخلص الدين والطريقة له تعالى.
[٣] (أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ) فالواجب إخلاص الدين له (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ) أصناما يعبدونها ، يقولون في حجتهم لاتخاذ الأصنام : (ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللهِ زُلْفى) أي قربى (إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي ما هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) من الدين ، وذلك بإدخال المحق الجنة والمبطل النار (إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي) إلى الطريق باللطف الخاص ، فإن الإنسان إذا ترك الحق يتركه الله وشأنه حتى يضل (مَنْ هُوَ كاذِبٌ) على الله في اتخاذ الشركاء والولد (كَفَّارٌ) كثير الكفر للنعم.
[٤] (لَوْ أَرادَ اللهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً) كما زعموا (لَاصْطَفى) لاختار للولدية (مِمَّا يَخْلُقُ) من خلقه (ما يَشاءُ) هو ، لا ما يختاره الناس ويسمونه ولدا لله (سُبْحانَهُ) أنزهه تنزيها عن الولد (هُوَ اللهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ) الذي يقهر كل شيء.
[٥] (خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِ) لا بالباطل وعبثا (يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ) أي يطرح بعض الليل على النهار وذلك حين امتداد الليل (وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ) وذلك وقت امتداد النهار (وَسَخَّرَ) ذلّل (الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ) وقت (مُسَمًّى) قد سمي ذلك الوقت وهو يوم القيامة ، إذ تبطل حينذاك المنظومة الشمسية (أَلا هُوَ الْعَزِيزُ) الذي لا يغالب (الْغَفَّارُ) لمن تاب وآمن.