[٧٥] (وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ) محدقين (مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ) حيث إن العرش مكان كبير جعله الله محل كرامته وتدبيره (يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) ينزهون الله حامدين له (وَقُضِيَ) حكم (بَيْنَهُمْ) بين المؤمنين والكافرين (بِالْحَقِ) حيث أدخل المؤمن الجنة ، والكافر النار (وَقِيلَ) القائل المؤمنون والملائكة (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) على هذه النعم الكثار.
٤٠ : سورة غافر
مكية وآياتها خمس وثمانون
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
[١] (حم) رمز بين الله والرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
[٢] (تَنْزِيلُ الْكِتابِ) إنزال القرآن إنما هو (مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ) الذي لا يغالب (الْعَلِيمِ) العالم بكل شيء.
[٣] (غافِرِ الذَّنْبِ) يغفر ذنوب عباده (وَقابِلِ التَّوْبِ) يقبل التوبة (شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ) ذي الفضل والإنعام (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ) المرجع ، و(إليه) بمعنى إلى حسابه وجزائه.
[٤] (ما يُجادِلُ) لا يخاصم (فِي آياتِ اللهِ) لدفعها وإبطالها (إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا) بالله (فَلا يَغْرُرْكَ) لا يخدعك حتى تظن أن الكفار بيدهم كل شيء وأنهم السادة والقادة لما ترى من (تَقَلُّبُهُمْ) مجيئهم وذهابهم وحركتهم في مختلف الشؤون (فِي الْبِلادِ) بلاد العالم ، فإنه مهلة قصيرة وهي استدراج وليس بتكريم.
[٥] (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزابُ) الذين تحزبوا على الرسل (مِنْ بَعْدِهِمْ) بعد قوم نوح عليهالسلام كأمة صالح وهود وموسى وعيسى ولوط وغيرهم (وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ) من هؤلاء (بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ) بتعذيبه وإهلاكه (وَجادَلُوا بِالْباطِلِ) بما لا حقيقة له (لِيُدْحِضُوا) ليزيلوا (بِهِ) بباطلهم (الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ) جزاء لأعمالهم (فَكَيْفَ كانَ عِقابِ) أي عقابي ، ألم يكن شديدا أليما.
[٦] (وَكَذلِكَ) هكذا (حَقَّتْ) ثبتت (كَلِمَةُ رَبِّكَ) وعيده بالعقاب (عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ) بدل (كلمة) (أَصْحابُ النَّارِ).
[٧] (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ) وهم ملائكة عظام وضعوا العرش على أكتافهم (وَمَنْ حَوْلَهُ) من حول العرش من سائر الملائكة (يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) ينزهونه حامدين له (وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا) يطلبون من الله غفران زلات المؤمنين بهذه العبارة : (رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً) أي وسعت رحمتك وعلمك كل شيء (فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا) عن الكفر والعصيان (وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ) الذي دعوت إليه وهو الإسلام (وَقِهِمْ) احفظهم من (عَذابَ الْجَحِيمِ) جهنم.