[٣٣] (وَبَدا) ظهر (لَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا) جزاء سيئات أعمالهم (وَحاقَ) أحاط (بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) من العذاب.
[٣٤] (وَقِيلَ) للكفار (الْيَوْمَ نَنْساكُمْ) نترككم في العذاب كأنكم منسيّون (كَما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا) فلم تعملوا له (وَمَأْواكُمُ) محلكم (النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ) يدفعون العذاب عنكم.
[٣٥] (ذلِكُمْ) الذي فعلنا بكم بسبب أنكم أيها الكفار (اتَّخَذْتُمْ آياتِ اللهِ هُزُواً) مهزوا بها (وَغَرَّتْكُمُ) خدعتكم (الْحَياةُ الدُّنْيا) فتكالبتم عليها ولم تعملوا للآخرة (فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْها) من النار (وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ) أي لا يطلب منهم العتبى وهي أن يرضوا ربهم بالتوبة إذ لا محل للتوبة.
[٣٦] (فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّماواتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعالَمِينَ) خالق جميع الأكوان والعوالم.
[٣٧] (وَلَهُ الْكِبْرِياءُ) السلطان القاهر (فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ) الذي لا يغلب (الْحَكِيمُ) في كل تدبيراته.
٤٦ : سورة الأحقاف
مكية آياتها خمس وثلاثون
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
[١] (حم) رمز بين الله والرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
[٢] (تَنْزِيلُ) إنزال هذا (الْكِتابِ) القرآن إنما هو (مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ) الذي لا يغلب (الْحَكِيمِ) في تدبيره.
[٣] (ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِ) خلقا متلبسا بالحكمة وهو ما يقتضيه الحكمة (وَ) ب (أَجَلٍ) وقت (مُسَمًّى) فقد سمي عند الله مدة كونهما (وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا) خوفوا من عقاب الله (مُعْرِضُونَ) فلا يهتمون به.
[٤] (قُلْ أَرَأَيْتُمْ) أخبروني (ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) من الأصنام (أَرُونِي ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ) فهل خلقوا شيئا مما في الأرض (أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ) شراكة (فِي) خلق (السَّماواتِ) فإذا لم يكن لهم لا هذا ولا ذاك فلما ذا استحقوا العبادة (ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا) القرآن ، ليدل على صحة عبادة الأصنام (أَوْ أَثارَةٍ) بقية (مِنْ عِلْمٍ) الأولين تؤيد دعواكم (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) في أن الأصنام آلهة.
[٥] (وَمَنْ أَضَلُ) أكثر ضلالا وانحرافا عن الطريق (مِمَّنْ يَدْعُوا) يعبد (مِنْ دُونِ اللهِ) غير الله (مَنْ) أي الصنم (لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) فإن الأصنام جماد لا تعقل ولا تستجيب (وَهُمْ) أي الأصنام (عَنْ دُعائِهِمْ) دعاء العباد لتلك الأصنام (غافِلُونَ) لا يشعرون لأنها جمادات.