[٢٢] (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ) يحبون ويوالون (مَنْ حَادَّ اللهَ) خالفه (وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا) أي أولئك المحادون (آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ) الذين لم يوادوا (كَتَبَ) الله (فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ) بلطفه (وَأَيَّدَهُمْ) قوّاهم (بِرُوحٍ مِنْهُ) من قبله تعالى وهو روح الإيمان (وَيُدْخِلُهُمْ) في الآخرة (جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ) حيث آمنوا وعملوا صالحا (وَرَضُوا عَنْهُ) لأنه تعالى أثابهم بما أرضاهم (أُولئِكَ حِزْبُ اللهِ) جنده (أَلا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) الناجحون الفائزون بالثواب.
٥٩ : سورة الحشر
مدنية آياتها أربع وعشرون
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
[١] (سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ) في سلطانه (الْحَكِيمُ) في تدبيره.
[٢] (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) يعني يهود بني النضير (مِنْ دِيارِهِمْ) بلادهم (لِأَوَّلِ الْحَشْرِ) جمعهم للإخراج ، فإنهم أول من أجلاهم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لخياناتهم ، ثم بعد ذلك أجلى قسما آخر من اليهود عند ما خانوا بالعهد (ما ظَنَنْتُمْ) أيها المؤمنون (أَنْ يَخْرُجُوا) لما رأيتم من قوتهم (وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ) قلاعهم (مِنْ) بأس (اللهِ فَأَتاهُمُ) أمر (اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا) لم يظنوا حيث لم يخطر ببالهم أن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم قادر على إجلائهم (وَقَذَفَ) ألقى الله (فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ) الخوف من المؤمنين (يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ) حسدا حتى لا يسكنها المسلمون (وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ) حيث أخذ المسلمون يخربون بيوتهم حتى لا يطمعوا في البقاء (فَاعْتَبِرُوا) بحالهم ، حتى لا تخالفوا الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (يا أُولِي الْأَبْصارِ) يا أصحاب البصائر.
[٣] (وَلَوْ لا أَنْ كَتَبَ اللهُ) حكم (عَلَيْهِمُ) على بني النضير (الْجَلاءَ) الخروج عن ديارهم (لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيا) بأن أمر الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بقتلهم (وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ) مع الجلاء في الدنيا (عَذابُ النَّارِ).