[١٢] (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ) يردن البيعة بهذه الصورة (عَلى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئاً) لا يجعلن شيئا شريكا لله سبحانه (وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَ) فإنه كان من عادة الجاهلية قتل البنت وقتل الولد خوف الفقر (وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَ) وهو أن يلحقن بأزواجهن غير أولادهن من اللقطاء ، أو غير أولادهم مما جاءت به من الزنا ، فهو بهتان وكذب افترته المرأة مربوطا بالولد الذي سقط من بطنها بين يديها ورجليها ، أو ربته بين يديها ورجليها من اللقطاء (وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ) مما تأمرهن به (فَبايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللهَ) اطلب من الله غفران ما مضى من ذنوبهن (إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
[١٣] (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا) لا تصادقوا (قَوْماً) من الكفار (غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ) لكفرهم (قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ) أي من ثوابها لعلمهم بأنهم على باطل ، كاليهود ، فإن بعض المسلمين الفقراء كانوا يتولونهم طمعا في النيل من خيراتهم (كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ) فقد يئس الكفار أن يحيى الميت.
٦١ : سورة الصف
مدنية آياتها أربع عشرة
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
[١] (سَبَّحَ لِلَّهِ) بلسان الحال أو بلسان المقال (ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ) في سلطانه (الْحَكِيمُ) في تدبيره.
[٢] (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ) بأن تقولوا الخير ولا تعملون به.
[٣] (كَبُرَ) عظم (مَقْتاً) من حيث المقت (عِنْدَ اللهِ) أي غضب الله عليكم (أَنْ تَقُولُوا) فاعل (كبر) (ما لا تَفْعَلُونَ) نزلت فيمن تحسروا عن فوتهم ثواب بدر وقالوا نحارب في المستقبل فلما جاءت غزوة أحد فرّوا.
[٤] (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا) مصطفين ، فإنه أكثر رهبة في نفس العدو وقوة في نفس المحارب (كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ) بناء (مَرْصُوصٌ) ملصق بعضه ببعض في الشدة والمنعة.
[٥] (وَ) اذكر (إِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ) للتحقيق (تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زاغُوا) مال قوم موسى عليهالسلام عن الحق بأن استمروا في إيذائه (أَزاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ) بأن تركهم حتى زاغت قلوبهم (وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) الخارجين عن طاعة الله عنادا ، فإنه تعالى لا يلطف بهم الألطاف الخفية ، والإتيان بقصة موسى عليهالسلام لشباهتها بأذية بعض المسلمين لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في فرارهم وبعض أعمالهم وأقوالهم.