[٩] (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ) أذّن (لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا) امضوا مسرعين (إِلى ذِكْرِ اللهِ) الصلاة (وَذَرُوا) اتركوا (الْبَيْعَ ذلِكُمْ) السعي إلى الذكر وترك البيع (خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) أي إن كنتم من أهل العلم لعلمتم إن ذلك خير لكم.
[١٠] (فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ) فرغ من أدائها (فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ) إباحة بعد حظر ، كل يذهب إلى محل عمله (وَابْتَغُوا) اطلبوا (مِنْ فَضْلِ اللهِ) بالتجارة والاكتساب (وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً) لئلا تشغلكم الدنيا (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) تفوزون بثوابه.
[١١] (وَإِذا رَأَوْا) أي الذين حضروا لصلاة الجمعة (تِجارَةً) كسبا (أَوْ لَهْواً) ما يلهي كالطبل والغناء (انْفَضُّوا) تفرقوا مسرعين (إِلَيْها) إلى تلك التجارة أو اللهو (وَتَرَكُوكَ) يا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (قائِماً) واقفا تخطب ، فقد كان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يخطب للجمعة إذ جاءت قافلة تجارية إلى المدينة فضربت الطبول للإعلام كما كانت عادتهم فخرج الحاضرون إلا جماعة منهم ، وتركوا النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فنزلت الآية موبخة لهم (قُلْ ما عِنْدَ اللهِ) من الثواب (خَيْرٌ مِنَ اللهْوِ) لعدم نفعه (وَمِنَ التِّجارَةِ) لأن نفعها زائل (وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) فتوكلوا عليه يرزقكم ولا تحرصوا على تحصيل الرزق بترك الواجبات.
٦٣ : سورة (المنافقون)
مدنية آياتها إحدى عشرة
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
[١] (إِذا جاءَكَ) يا رسول الله (الْمُنافِقُونَ) والمراد به عبد الله بن أبي (قالُوا) نفاقا (نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ) حقيقة (وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ) في قولهم (نشهد) إذ يخالف قلبهم لسانهم.
[٢] (اتَّخَذُوا) أخذ المنافقون (أَيْمانَهُمْ) حلفهم (جُنَّةً) وقاية لحفظ مالهم ودمهم (فَصَدُّوا) الناس (عَنْ سَبِيلِ اللهِ) منعوهم عن الإيمان (إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) أي ساء العمل عملهم.
[٣] (ذلِكَ) العمل السيّئ إنما صدر منهم بسبب أنهم (آمَنُوا) ظاهرا (ثُمَّ كَفَرُوا) باستمرارهم في النفاق ، أو المراد آمنوا حقيقة ثم لما رأوا أن الإيمان لا يوافق شهواتهم كفروا (فَطُبِعَ) طبع الله (عَلى قُلُوبِهِمْ) تمكن الكفر منهم حتى صار كالختم على قلوبهم (فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ) لا يفهمون الحق.
[٤] (وَإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ) بحسن منظرهم (وَإِنْ يَقُولُوا) يتكلموا (تَسْمَعْ) تصغ (لِقَوْلِهِمْ) لحسن منطقهم (كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ) جمع خشبة (مُسَنَّدَةٌ) أسندت إلى الحائط ، لها ظاهر جميل لكنها فارغة لا تتمكن من القيام بنفسها ، فهم أشباح خالية عن العلم والإيمان (يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ) لجبنهم وحب أنفسهم فإذا حدثت صيحة في العسكر أو ما أشبه حسبوها أنها تقع عليهم وأن وبالها عائدة نحوهم فيخافون ويرتجفون ، وهذا شأن المنافق دائما (هُمُ الْعَدُوُّ) الحقيقي إذ الكافر يتمكن الإنسان من اجتنابه أما المنافق فيضر ولا يمكن عادة التجنب من آثاره السيئة (فَاحْذَرْهُمْ قاتَلَهُمُ اللهُ) دعاء عليهم بالهلاك (أَنَّى) إلى أين وكيف (يُؤْفَكُونَ) يصرفون عن الحق.