الى ما بالذات (١) ، وبهذا ننتهي الى معان يكون الربط ذاتيا لها ، وليس شيء من المعاني الاسميّة يكون الربط ذاتيا له ، لانّ ما كان الربط ذاتيا ومقوّما له ـ وبعبارة أخرى عين حقيقته ـ يستحيل تصوره مجرّدا عن طرفيه (٢) لانه مساوق لتجرّده عن الربط وهو خلف ذاتيّته له ، وكل مفهوم اسمي قابل لان يتصوّر بنفسه مجردا عن اي ضميمة ، وهذا يثبت ان المفاهيم الاسمية غير تلك المعاني التي يكون الربط ذاتيا لها ، وهذه المعاني هي مداليل الحروف ، إذ لا يوجد ما يدل على تلك المعاني ـ بعد استثناء الأسماء ـ إلا الحروف ، وحتى (٣) نفس مفهوم «النسبة» ومفهوم «الربط» المدلول عليهما بكلمتي النسبة والربط ليسا من المعاني الحرفية بل من المعاني الاسمية لامكان تصوّرهما بدون أطراف ، وهذا يعني انهما (٤) ليسا نسبة وربطا بالحمل الشائع وان كانا كذلك بالحمل
__________________
(١) فالقيام والقعود مثلا لا بد ان يقوما بشخص (وهو قائم بنفسه وبذاته) ، ولا يمكن ان يكون العرض قائما بنفسه وإلا لكان جوهرا لا عرضا.
وكأنه بعد هذه الجملة حذفت جملة وهي «وان كانت صفة الربط ذاتية لها فهو المطلوب» ، وان كان يمكن التعويض عنها بقوله «وبهذا ننتهي ...».
(٢) كالهيآت ، فانه لا يمكن تصوّر هيئة جملة ما إلا بتصوّر أطرافها.
(٣) هذه جملة استئنافية وهي من باب دفع توهّم ، إذ حينما قال بأن المعاني الحرفية معان نسبية وربطية قد يتوهم أن مفهومي النسبة والربط هي معان حرفية ، فدفع هذا التوهم بقوله بأن مفهومي النسبة والربط هما مفهومان اسميان كسائر المفاهيم الاسمية لانه يمكن تصوّرهما بنحو الاستقلال.
(٤) اي مفهومي النسبة والربط.
ومراده (قده) ان يقول : وهذا يعني ان مفهومي النسبة والربط ليسا نسبة و