تستلزم (١) تلك القضية ويكون الاستنتاج حينئذ قائما على أساس قياس من الأقيسة المنطقية.
والآخر : اليقين الموضوعي بمجموعة من القضايا لا تتضمّن ولا تستلزم عقلا القضية المستنتجة ، ولكن كل واحدة منها تشكّل قيمة احتمالية بدرجة ما لاثبات تلك القضية ، وبتراكم تلك القيم الاحتمالية تزداد درجة احتمال تلك القضية حتى يصبح احتمال نقيضها قريبا من الصفر ، وبسبب ذلك يزول لضآلته لكون الذهن البشري مخلوقا على نحو لا يحتفظ باحتمالات ضئيلة قريبة من الصفر.
مثال ذلك : ان نشاهد اقتران حادثة معيّنة بأخرى مرّات كثيرة جدّا ، فان هذه الاقترانات المتكرّرة لا تتضمن ولا تستلزم ان تكون إحدى الحادثتين علّة للاخرى ، إذ قد يكون اقترانهما صدفة ويكون للحادثة الاخرى علّة غير منظورة ، ولكن حيث ان من المحتمل في كل اقتران ان لا يكون صدفة وان لا تكون هناك علّة غير منظورة ، فيعتبر كل اقتران قرينة احتمالية على علّيّة إحدى الحادثتين للاخرى ، وبتعدّد هذه القرائن الاحتمالية يقوى احتمال العلّيّة حتى يتحوّل الى اليقين (٢).
ونسمّي كل يقين (*) بقضيّة مستنتجة على أساس قياس منطقي
__________________
(١) كما اذا علمنا بدخول انسان الى النار فلازمه اليقين باحتراقه.
(٢) عرفا وهو ما يسمّونه بالوثوق والاطمئنان ، وهو مثلا نسبة ٩٩ ، ٩٩% ..
__________________
(*) في النسخة الاصلية أضاف كلمة «موضوعي» بعد كلمة «اليقين» المتكرّرة في هذه الجمل الاخيرة خمس مرّات ، ولا داعي لذلك بعد ايضاح لزوم ان يكون اليقين موضوعيا اي مبنيّا على اسس عقلائية لا ذاتيا اي مبنيا على اسس لا تنتج عند العقلاء اليقين ،