__________________
(وفرقه) تقول بالتصويب ، وانّ ما ادّى اليه نظر المجتهد هو حكم الله الواقعي ، وهذه مقالة جمهور المتكلّمين من الاشاعرة والمعتزلة ، اذكر منهم : الامام الغزالي ، القاضي ابو بكر الباقلاني ، ابو الحسن الاشعري ، ابن سريج ، ابو يوسف ومحمد صاحبي ابي حنيفة ، أبا الهذيل ، والجبائي ابنه.
وقد قرأت الكثير من مصادر العامّة أفلم أر من فهرس المطلب وآراء اصحابهم مع تحديد المصطلحات ، بل ترى كلمة التصويب مثلا حتّى في كلام واحد تارة تستعمل في معنى «اصاب الحكم الواقعي» وتارة أخرى في معنى «اصاب ما عليه من بذل الوسع» ، وكذلك كلمة «حكم» الواردة في قول ابي الحسن الاشعري والقاضي أبي بكر الباقلّاني «بانّ حكم الله يتبع ظن المجتهد» (فتارة) تفهم منهم انهم يريدون منها معنى الجعل فتراهم يقولون في بيانها بان حكم الله يتغيّر بحسب ظن المجتهد ، هذا على مبنى أن لله تعالى حكما منذ القديم إلا انه يتغيّر بحسب ما يتوصل اليه المجتهد ، وامّا على مبنى من جعله حادثا ، فقد قالوا يفهم حينئذ منه انه لم يكن لله تعالى حكم اصلا ، ولكن بعد الاجتهاد يحكم الله تعالى بحسب ما ادّى اليه الاجتهاد ب ، و (تارة) يريدون منها معنى الحكم الفعلي وان العلم مأخوذ في موضوع الاحكام ، كما يفهم مما سياتيك من كلام الغزالي ، و (تارة أخرى) تراهم يقولون بانّ المراد.
كلما معنى الحكم في مرحلة التنجيز ، وان العلم بالحكم شرط في تنجيزه ج!
__________________
(أ) وممّا راجعت في هذه المجال : المستصفى للغزالي ، المغني للقاضي عبد الجبار ، الاصول العامّة للفقه المقارن ، اصول الفقه للخضري ، الاجتهاد في الاسلام لمحمد مصطفى المراغي ، الاجتهاد في الاسلام للدكتورة ناديا العمري ، اصول الشيخ محمد عبده ، اصول السرخسي للامام ابي بكر محمد بن ابي سهل السرخسي ، الاصول الثلاثة وادلّتها للامام محمد بن عبد الوهاب ، وكتب علمائنا المتأخرين كالرسائل وبعض حواشيه ومصباح الاصول وتقريرات السيد الهاشمي وغيرها ...
(ب) راجع هامش الشربيني على شرح الجلال لجمع الجوامع ص ٣٨٩.
(ج) راجع حاشية العطّار على شرح الجلال لجمع الجوامع ص ٣٩١.