التدريس والتأليف بعد وفاة أستاذه الميرزا الشيرازي في سامراء ، وكان لغويا متقنا فصيحا قيما بالعربيّة والفارسيّة ينظم وينثر فيهما .. جيد النقد قوي التمييز».
وقال عنه في ريحانة الأدب (١) : «من فحول علماء الإماميّة المتبحرين في القرن الرابع عشر الهجري ، العالم المتقي العامل المحقق المدقق جامع تمام العلوم الدينيّة الفروعيّة والأصوليّة سيد علماء الأمّة حامل لواء الشريعة من مفاخر الشيعة رئيس مذهب الفرقة المحقة بالخصوص في الفقه الجعفري كان في نهاية التبحر كان له فكر عميق ونظر دقيق مرجع أغلب الشيعة علّامة زمانه ورأس فقهاء العصر كان درسه في حوزة النجف أنفع الحوزات العلميّة ومرجع استفادة أكابر الفحول والأساتذة كان يبين المطالب العالية من الفقه ببيان سهل يتقبله سمع الحاضرين ومن كثرة إحاطته كان يحل أغلب مشكلات ذلك العلم بتقريب قريب من فهم العامّة».
أعماله :
لقد كانت الحياة الاجتماعيّة في مدينة النجف الأشرف آنذاك دائرة مدار أمره ونهيه ، منقادة لأمره ، وكذلك كان قطب رحى الحوزة العلميّة بحثا وتدريسا وتوجيها وتقليدا ، فقد كان المرجع الأعلى فيها ، خاصة بعد وفاة أستاذه الميرزا محمد حسن الشيرازي سنة ١٣٢٠ ه في سامراء ، ومن أهم إنجازاته إدارته لتوجيه المجاهدين من أهل العلم وغيرهم في حربهم ضد الإنجليز في أثناء ثورة العشرين ، وكانت فتاوى بقيّة العلماء ومراجع التقليد آنذاك كلها بتبع فتواه المشهورة بوجوب الجهاد (٢) ، بل يظهر من بعض مراسلاته معهم أنّه قد وضع لهم بعض الخطط العسكريّة سرّا ، والتي نجحت إلى حدّ ما ، وكان يعيل أهالي المجاهدين من أهل النجف وخارجها ، ويقوم بأمورهم ، فجزاه الله خيرا عن الإسلام والمسلمين.
ومن إنجازاته الكبيرة المدرسة المعروفة باسمه في النجف الأشرف ، وهي ماثلة
__________________
(١) ريحانة الأدب ل ميرزا عباس قلي تبريزي.
(٢) ذكرها الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء في ضمن مذكراته ؛ والملحق بكتاب النجف الأشرف وحركة الجهاد : ص ٣٨٦.