مخالفة جميعهم ، وإن كان ذلك مقتضى لفظ الجمع المحلّى باللام ، فلو خالف واحدا منهم كفى بشرط سكوت البقيّة.
ومنها : مخالفة العامّة بالمعنى المذكور.
ومنها : مخالفة ميل حكّامهم وقضاتهم إذا كان الخبران موافقين لهم ، والمراد أنّه مع وجود القولين فيهم يؤخذ بالخبر الذي يخالف القول الذي هم أميل إليه (١) بمعنى أنّ القائل به أكثر وأنّه إذا كان كذلك فيلاحظ ميل القضاة والحكّام دون فتاوى سائر المفتين منهم ، فالمدار في الترجيح حينئذ على قول القضاة ، وإن كانوا أقلّ من البقيّة ؛ لأنّ التقيّة منهم غالبا ، وهذا أظهر.
[مرفوعة زرارة]
الثاني : مرفوعة العلّامة عن زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام التي نقلها عنه محمد بن إبراهيم بن أبي جمهور الأحسائي (٢) أيضا (٣) مشتملة على جملة من التراجيح :
منها : الشهرة.
ومنها : الأعدلية والأوثقيّة معا ، أو كلّ واحدة بناء على كون الواو بمعنى أو ، ويحتمل كون الأوثقيّة فيها بمعنى الأعدليّة بأن يكون العطف تفسيريا.
ومنها : مخالفة العامّة وكون المراد مخالفتهم في الجملة لا مخالفة جميعهم هاهنا أظهر.
ومنها : الموافقة للاحتياط بناء على كون المراد الترجيح به كما هو الظاهر ، لا الرجوع إليه.
[رواية الاحتجاج]
الثالث : رواية الاحتجاج (٤) عن الحسن بن الجهم عن الرضا عليهالسلام قال : قلت له يجيئنا الأحاديث عنكم مختلفة قال عليهالسلام : «ما جاءك عنّا فاعرضه على كتاب الله عزوجل وأحاديثنا فإن كان يشبهها فهو منّا ، وإن لم يشبهها فليس منّا» ، فقلت : يجيئنا الرجلان وكلاهما ثقة بحديثين مختلفين فلا يعلم أيّهما الحق؟ فقال عليهالسلام : «إذا لم تعلم فموسع عليك بأيّهما أخذت».
__________________
(١) في نسخة (د) : هم إليه أميل.
(٢) غوالي اللئالي : ٤ / ١٣٣ ، المستدرك : ١٧ / ٣٠٣.
(٣) في نسخة (د) : وهي أيضا.
(٤) الاحتجاج : ٣٥٧.